ويمثل هذا المشروع، الذي رصد له غلاف مالي يقارب 50 مليون درهم، خطوة استراتيجية ضمن برنامج التنمية المندمجة للأقاليم الجنوبية الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس. ويهدف القطب إلى إحداث فضاء عصري ومتكامل يواكب حاجيات الصناع التقليديين والتعاونيات، ويضم معهدًا متخصصًا في فنون الصناعة التقليدية، ومركزًا للدعم التقني، وفضاءات لعرض وتسويق المنتجات الحرفية، بالإضافة إلى مناطق مخصصة لممارسة الأنشطة الحرفية المختلفة.
وأكد لحسن السعدي، في تصريحاته للصحافة، أن هذه المنشأة تأتي انسجامًا مع التوجيهات الملكية السامية، وتشكل أداة أساسية لتحسين أداء الصناع التقليديين عبر توفير فضاءات مجهزة وخدمات مواكبة تقنية متقدمة، مع الحفاظ على الحرف التقليدية المهددة بالانقراض وإعادة تثمينها على الصعيد المحلي والإقليمي.
ويستهدف القطب تعزيز هيكلة الأنشطة الحرفية وتنظيم القطاع في فضاء مركزي، بما يسهم في تحسين المشهد الحضري للمدينة، وتوفير بيئة عمل ملائمة للصناع، وإرساء برامج تكوين مهني متخصصة للشباب الراغبين في دخول مهن الصناعة التقليدية، بما يفتح أمامهم آفاق التعلم والتدرج المهني.
وعلى الصعيد الاقتصادي، يُتوقع أن يساهم القطب في تنشيط الاقتصاد المحلي من خلال خلق مناصب شغل مباشرة وغير مباشرة في مجالات الخدمات، والتكوين، والأنشطة التجارية المرتبطة بالصناعة التقليدية، إلى جانب تعزيز الإدماج المهني للشباب وتحسين جودة الإنتاج المحلي.
كما يمثل المشروع منصة للابتكار والعصرنة في الحرف التقليدية، من خلال فتح آفاق جديدة للإنتاج والتسويق، ما يعزز الجاذبية الاقتصادية والثقافية للجهة، ويؤكد التزام المغرب بسياسات تنمية مستدامة ودامجة تستفيد منها الساكنة المحلية. وبذلك يصبح القطب المندمج للصناعة التقليدية بكلميم نموذجًا رائدًا على المستوى الوطني والإقليمي في دعم الصناع التقليديين وتطوير الحرف الموروثة