هذه المشاريع لا تركز فقط على تهيئة الملاعب والفنادق في المدن المضيفة، بل تأتي في إطار رؤية ملكية متكاملة، ترمي إلى تحقيق تنمية ترابية عادلة ومتوازنة. الهدف واضح: تحويل كأس العالم إلى رافعة للنمو المستدام، تعالج الفوارق المجالية وتُشرك كافة المواطنين، بما فيهم سكان المناطق النائية.
الطرقات، الجسور، شبكات الكهرباء والماء، والربط الرقمي... كلها تدخل ضمن هذا الورش التنموي الواسع، لتحسين الترابط الترابي وتسهيل تنقل السكان، وتيسير ولوجهم إلى الخدمات الأساسية. مشاريع ستُخرج العديد من المناطق من عزلتها، وتفتح أمامها آفاقًا جديدة للتنمية الاقتصادية والفلاحية والسياحية.
يشارك في تنفيذ هذه البرامج عدد من القطاعات الوزارية والجماعات الترابية، في إطار مقاربة تعتمد الحكامة الجيدة، وفعالية الإنجاز، واستمرارية الأثر. فالرهان لا ينحصر في نجاح التظاهرة الكروية، بل يتعداه إلى بناء إرث تنموي دائم يعود بالنفع على الأجيال المقبلة، ويعزز اللحمة الوطنية ويُرسّخ العدالة الاجتماعية.
بهذه الرؤية، لن يكون كأس العالم 2030 مجرّد تظاهرة رياضية عابرة، بل لحظة مفصلية لإعادة صياغة العلاقة بين المغرب الحضري والمغرب القروي. هذه المرة، سيصل صدى الكرة إلى السهول النائية والجبال العالية، ليُشعر ساكنتها بأنهم ليسوا على الهامش، بل جزء فاعل في مشروع وطني طموح وشامل
ما الفوائد المباشرة لسكان المناطق القروية؟
تشمل المشاريع المقررة تأهيل الطرق القروية، وبناء مستوصفات حديثة، ومدارس وقاعات متعددة الاستخدامات. كما سيتم تعميم شبكة الإنترنت ذات الصبيب العالي، لدعم التعليم والمبادرات الاقتصادية المحلية. إضافة إلى تجهيز ملاعب رياضية ومراكز ثقافية لفائدة الشباب، وخلق فرص شغل مرتبطة بورشات الإنجاز. وستُسهم البنية التحتية الجديدة في تسهيل تسويق المنتجات الفلاحية والحرفية. إنها رؤية تنموية ترى في القرى والمداشر قاطرات محتملة للنمو، لا مجرد مناطق تستحق الالتفات