وتقوم هذه الحملة على آلية مبتكرة في المراقبة الميدانية، حيث جرى اعتماد أسلوب “الزبون السري”، من خلال تكليف أعوان بلباس مدني باستعمال سيارات الأجرة كزبناء عاديين، قصد الوقوف عن قرب على جودة الخدمة، وسلوك السائقين، ومدى احترامهم للضوابط المهنية والأخلاقية المعمول بها.
وخلال هذه الجولات غير المعلنة، يعاين الأعوان الحالة التقنية للمركبات، وطريقة تعامل السائق مع الزبون، ومدى احترامه للتسعيرة القانونية وشروط السلامة. وتُرفع تقارير دقيقة في حال تسجيل أي اختلالات، ما يفتح الباب أمام اتخاذ إجراءات فورية قد تصل إلى حجز السيارة، أو تعليق الترخيص، أو السحب النهائي لما يُعرف بـ”بطاقة الثقة”.
ولا تقتصر هذه المقاربة على الزجر فقط، بل تواكبها حملة تحسيسية واسعة، أشرفت عليها الولايات والعمالات، تم خلالها توجيه إشعارات رسمية إلى مهنيي سيارات الأجرة، سواء من الصنف الصغير أو الكبير، تُذكرهم فيها بمسؤولياتهم المهنية، وبضرورة احترام الزبناء دون تمييز، خاصة في ما يتعلق بالزوار الأجانب.
وتروم هذه الخطوة الاستباقية فرض معايير مهنية أكثر صرامة داخل القطاع، وتحسين جودة الخدمات، بما ينسجم مع حجم الحدث الرياضي المنتظر، ويعكس صورة إيجابية عن المدن المغربية أمام آلاف المشجعين القادمين من مختلف الدول الإفريقية.
ويأتي هذا التشديد في سياق تفاعل السلطات مع موجة انتقادات إعلامية واسعة، أعقبت تداول مقاطع فيديو لمؤثرين أجانب على منصات التواصل الاجتماعي، وثّقت ممارسات مسيئة، من قبيل رفض نقل الزبناء أو فرض تسعيرات غير قانونية، خصوصا بمدينة مراكش، وهو ما اعتُبر مساسا بصورة المغرب كوجهة سياحية ورياضية