فن وفكر

فيلم "الربحة" يعكس تحول الذوق السينمائي المغربي


شهد الفيلم السينمائي المغربي الجديد "الربحة" للمخرج رشيد محب نجاحاً كبيراً خلال شهر يونيو، حيث تصدر قائمة الأعمال المعروضة في القاعات السينمائية الوطنية، محققاً نسب مشاهدة مرتفعة في عدة مدن مغربية. يعكس هذا الإقبال اللافت تحولاً ملحوظاً في الذوق السينمائي المحلي، حيث أصبحت الأفلام المغربية ذات الطابع التجاري قادرة على جذب جمهور واسع ومنافسة الإنتاجات الأجنبية التي كانت تهيمن على السوق السينمائية سابقاً.



قصة الفيلم: بين الواقعية والكوميديا
يتناول فيلم "الربحة" قصة ثلاثة شبان من أحد الأحياء الشعبية في مدينة الدار البيضاء، يعيشون حياة بعيدة عن مظاهر العصر الرقمي، إلى أن تعود إلى الحي فتاة كانت غائبة عنه. ظهورها بسيارة فارهة يقلب حياتهم رأساً على عقب، حيث تقنعهم بخوض تجربة جديدة من خلال منصات البث المباشر على تطبيق تيك توك.

الفيلم يعالج هذه القصة بأسلوب يمزج بين الكوميديا والواقعية، مسلطاً الضوء على الهوس المتزايد لدى الشباب بالشهرة والربح السريع في ظل تأثيرات العالم الرقمي. كما يقدم رؤية اجتماعية ساخرة للصراع بين القيم التقليدية والطموحات السريعة الناتجة عن العصر الرقمي، مما يجعل الشخصيات مألوفة وقريبة من الجمهور المغربي.

نجاح الفيلم: قرب من الواقع المحلي
وفقاً لتصريح المخرج رشيد محب، فإن معالجة الفيلم لهذه المواضيع تمت بأسلوب يجمع بين البساطة والعمق، مما ساهم في تعزيز قرب العمل من جمهوره. الشخصيات تنتمي إلى بيئة مألوفة للمشاهد المغربي، مما يفسر الإقبال الكبير على الفيلم في القاعات السينمائية.

السينما المغربية: مواكبة التحولات
يُعد فيلم "الربحة" مثالاً جديداً على قدرة السينما المغربية على مواكبة التحولات الاجتماعية والرقمية من خلال إنتاجات ترفيهية تخاطب واقع الناس بلغة تجمع بين الفكاهة والرسائل الرمزية. هذا النوع من الأفلام يعكس تطور الصناعة السينمائية في المغرب، حيث أصبحت قادرة على تقديم أعمال تجمع بين الترفيه والرسائل العميقة.

رسائل الفيلم: بين الفكاهة والرمزية
الفيلم لا يقتصر على الترفيه فقط، بل يقدم رسائل اجتماعية هادفة حول تأثير العالم الرقمي على الشباب، وكيف يمكن أن يتحول الطموح إلى هوس بالشهرة والمال. هذه المعالجة الذكية للموضوع جعلت الفيلم قريباً من الجمهور، حيث يعبر عن واقعهم بشكل فكاهي لكنه يحمل دلالات عميقة.

مستقبل السينما المغربية
نجاح فيلم "الربحة" يفتح الباب أمام المزيد من الإنتاجات المغربية التي تجمع بين الطابع التجاري والجودة الفنية، مما يعزز مكانة السينما المغربية على الصعيد المحلي والدولي. كما يعكس قدرة السينما على التفاعل مع التحولات الاجتماعية والثقافية التي يشهدها المغرب، مما يجعلها أداة فعالة للتعبير عن واقع المجتمع المغربي بلغة فنية مبتكرة.

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الاثنين 7 يوليو/جويلية 2025
في نفس الركن