في كلمته، وصف المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، العلامة العلوي بـ"الهامة الوطنية والقامة العلمية"، مبرزًا أدواره في دعم الكفاح الوطني من أجل الاستقلال، وتأسيس مؤسسات التعليم الحر التي شكّلت لبنة أساسية لترسيخ قيم المواطنة والهوية الدينية. وأشار إلى أن الراحل ظل وفيًا لمبادئه رغم ما تعرض له من سجن وتعذيب في فترات دقيقة من تاريخ المغرب.
من جهته، شدّد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أحمد عبادي، على أن العلوي "جسد نموذج العالم الرباني المنفتح"، ونجح في التوفيق بين صرامة المرجعية الدينية ومتطلبات التحديث السياسي والفكري، مما جعل منه مصدر إلهام لأجيال من العلماء والمربين.
وسار في نفس الاتجاه الأستاذ محمد الروكي، عضو المجلس العلمي الأعلى، حين أكد أن الفقيد كان من العلماء الذين حافظوا على الثوابت المغربية، ودافعوا عن القيم الوطنية بكل شجاعة واتزان، مشددًا على أن تكريم هذه النماذج يرسخ ثقافة الاعتراف وينبه إلى ضرورة الاستمرار في حمل مشعل الإصلاح والوسطية.
أما مدير دار الحديث الحسنية، عبد الحميد عشاق، فقد أضاء على البعد التربوي والإصلاحي في شخصية العلوي، الذي تولى إدارة المؤسسة العلمية المرموقة وساهم في تحديث مناهجها، إلى جانب إشعاعه القاري، خاصة في تعزيز العلاقات العلمية والروحية مع إفريقيا جنوب الصحراء.
وفي مداخلة مؤثرة، ذكّرت العالمة والسفيرة السابقة رجاء ناجي مكاوي ببعده الإنساني، قائلة: "العلوي كان شخصًا نادرًا، جمع بين الفصاحة والهيبة، والبشاشة والحزم، وظل رمزًا للقيم الأصيلة"، مشيرة إلى أن سيرته تمثل برهانًا على أن الاشتغال بالسياسة لا يتعارض مع الالتزام الأخلاقي والديني.
وفي كلمة باسم الأسرة، عبّرت نزهة العلوي البكري، كريمة الفقيد، عن امتنانها لهذه المبادرة، ووصفت والدها بأنه "رجل من طينة خاصة، وهب حياته للعلم وخدمة الوطن في صمت ونكران للذات".
الندوة كانت أيضًا فرصة للتأكيد على أهمية توثيق وجمع تراث العلامة العلوي ونشره، من أجل ربط الأجيال الصاعدة بجذورها الثقافية والدينية. وقد شددت اللجنة المنظمة على أن هذا اللقاء يأتي في سياق ترسيخ "ثقافة الاعتراف" كخيار وطني لتكريم رموز الفكر والعلم، وصيانة الذاكرة المغربية