حياتنا

فاس على وقع الصدمة.. انهيار عمارتين يكشف اختلالات خطيرة في جودة البناء


عاشت مدينة فاس ليلة حزينة وصادمة، بعدما انهارت عمارتان سكنيتان متجاورتان بحي المسيرة في بنسودة، حوالي الساعة الحادية عشرة والنصف ليلاً. دقائق قليلة كانت كافية لتحويل الحي إلى ساحة فزع، دفعت عشرات السكان إلى الخروج مذعورين من منازلهم خوفاً من انهيارات أخرى محتملة.



حصيلة ثقيلة تزيد من حجم المأساة

ووفق آخر المعطيات الصادرة عن السلطات المحلية، فقد ارتفع عدد الضحايا إلى 19 قتيل و16 مصاباً بجروح متفاوتة، في حصيلة وُصفت بـ"القاتمة"، وسط تواصل عمليات البحث تحت الأنقاض.

 مشاهد مروّعة وثّقتها عدسات الصحافة
 صوراً صادمة لجدران متهاوية وخرسانة متشققة، ولأشخاص عالقين تحت الأنقاض يصارعون الوقت. صرخات النجدة التي كانت تتعالى من بين الركام جعلت فرق الوقاية المدنية والسلطات الأمنية تتسابق مع الزمن لإنقاذ أكبر عدد ممكن من الضحايا.

شهادات السكان: "البنايات كانت هشيشة.. والفاجعة كانت مسألة وقت"
سكان الحي أكدوا في تصريحات متفرقة أن انهيار العمارتين لم يكن مفاجئاً بالنسبة إليهم، مشيرين إلى أن هشاشة بعض البنايات ظهرت منذ سنوات دون أي تدخل جدي. البعض وصف الفاجعة بأنها “كانت منتظرة”، بسبب غياب الرقابة وضعف الالتزام بمعايير السلامة.

 بناء ذاتي ومخالفات هندسية وراء الكارثة
السكان أوضحوا أن العمارتين حديثتا البناء، وأن المستفيدين قاموا ببنائهما بأنفسهم بعد الحصول على بقع أرضية فقط، لكن غياب المهندسين وعدم احترام الضوابط التقنية جعل أساساتهما ضعيفة. العمارة الأولى تضم أربع طوابق، فيما الثانية تتكون من ستة طوابق، وهو ما جعل الانهيار متسلسلاً وأسفر عن تضرر منازل مجاورة.

 جهود الإنقاذ والتحقيقات الأولية
فور وقوع الحادث، استنفرت الوقاية المدنية فرقها لتأمين المحيط والبحث عن العالقين. كما انتقلت السلطات الأمنية والترابية إلى عين المكان، حيث تمت محاصرة المنطقة وفتح تحقيق أولي لتحديد الأسباب الدقيقة وراء الانهيار، ومعرفة ما إذا كان الأمر يتعلق بعيوب بنيوية أو مخالفات في رخص البناء.

أسئلة كبيرة تُطرح حول مراقبة البناء ومعايير السلامة
الفاجعة أعادت إلى الواجهة أسئلة كثيرة حول مدى احترام مشاريع البناء للمعايير المعمول بها، ومدى فعالية المراقبة التقنية، خصوصاً في الأحياء التي تعرف توسعاً عمرانياً سريعاً. كما يطالب السكان بالتحقيق في ظروف بناء عشرات العمارات المشابهة تفادياً لتكرار المأساة.




الأربعاء 10 دجنبر 2025
في نفس الركن