أخبار بلا حدود

غزة تحت النار: غارات الاحتلال تواصل استهداف المدنيين والبنية التحتية


في تصعيد جديد للأحداث في قطاع غزة، أفاد الدفاع المدني الفلسطيني أن غارة جوية شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على منزل في جباليا، شمال القطاع، أسفرت عن استشهاد أكثر من 50 فلسطينيًا وفقدان أكثر من 50 آخرين. هذه المجزرة تأتي في سياق هجمات مستمرة تستهدف المدنيين والبنية التحتية في القطاع المحاصر.



لم تقتصر الغارات على جباليا، بل امتدت لتشمل مناطق أخرى، حيث استهدف الاحتلال مدخل مدينة دير البلح وسط القطاع، وشن هجمات على شارع الجلاء بمدينة غزة، بالإضافة إلى المنطقة الغربية من مخيم خان يونس. هذه العمليات العسكرية خلفت دمارًا واسعًا وأثارت حالة من الهلع بين السكان.

استهداف المستشفيات والبنية الطبية
وفي تطور خطير، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن جيش الاحتلال فجّر روبوتًا قرب مستشفى العودة، ما أدى إلى أضرار جسيمة واشتعال النيران في مستودعات طبية حيوية. هذا الاعتداء تسبب في عرقلة عمل فرق الدفاع المدني ومنع سيارات الإسعاف من نقل الجرحى، مما فاقم الوضع الإنساني في القطاع.

كما أشار رأفت علي المجدلاوي، مدير جمعية الصحة ومجتمع العائدين، إلى أن الغارات استهدفت خزانات المياه والعيادات الخارجية، مما يزيد من معاناة السكان ويهدد بتفاقم الأزمة الصحية.

انتقادات داخلية لسياسات الاحتلال
في السياق ذاته، انتقدت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية العملية العسكرية المستمرة، التي أطلق عليها اسم "جدعون"، والتي تهدف إلى احتلال قطاع غزة بالكامل. ووصفت الصحيفة هذه العملية بأنها واقع قد يستمر لعدة أشهر، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يسعى من خلالها إلى تحسين صورته السياسية بعد الأحداث التي شهدها السابع من أكتوبر.

ورأت الصحيفة أن هذه الهجمات لن تحقق أهدافها، بل ستزيد من تعقيد الوضع الإنساني والسياسي في المنطقة، في ظل استمرار معاناة الفلسطينيين وتصاعد الانتقادات الدولية لسياسات الاحتلال.

الوضع الإنساني في غزة
مع استمرار الغارات الإسرائيلية وتصاعد أعداد الضحايا، يواجه قطاع غزة كارثة إنسانية غير مسبوقة. البنية التحتية مدمرة، والمستشفيات غير قادرة على استيعاب أعداد الجرحى، فيما يعاني السكان من نقص حاد في المياه والكهرباء والخدمات الأساسية.

إن ما يحدث في غزة ليس مجرد تصعيد عسكري، بل هو استهداف ممنهج للسكان المدنيين والبنية التحتية، في انتهاك واضح للقوانين الدولية والإنسانية. ومع استمرار العمليات العسكرية، يبقى السؤال: متى سيتحرك المجتمع الدولي لوقف هذه المأساة الإنسانية؟

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الجمعة 23 ماي 2025
في نفس الركن