آخر الأخبار

عودة التوتر إلى العلاقات الفرنسية الجزائرية: الجزائر ترحل 12 دبلوماسياً فرنسياً


عادت أجواء التوتر لتخيم على العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر وباريس، بعدما أعلنت السلطات الجزائرية عن قرار بطرد 12 موظفًا في السفارة الفرنسية من أراضيها، وأمهلتهم 48 ساعة للمغادرة. القرار الذي وصفته فرنسا بالمفاجئ جاء كرد فعل على توقيف ثلاثة جزائريين فوق التراب الفرنسي، ضمنهم موظف بإحدى القنصليات الجزائرية، بتهم خطيرة تتعلق بالخطف والاحتجاز على خلفية ما وصفته النيابة العامة الفرنسية بمخطط إرهابي



وزير الخارجية الفرنسي، جان-نويل بارو، عبّر عن استغرابه من هذه الخطوة، داعيًا الجزائر إلى التراجع الفوري عن قرار الطرد، الذي قال إنه "لا يمت بصلة إلى الإجراءات القضائية الجارية في فرنسا". كما لمّح إلى إمكانية الرد بالمثل إذا ما تم تنفيذ القرار، ما يُنذر بتصعيد دبلوماسي وشيك بين البلدين.
 

مصادر فرنسية كشفت أن من بين المستهدفين بالطرد موظفين يتبعون وزارة الداخلية، ما يزيد من حساسية الموقف. القضية برمتها تنبع من توقيف ثلاثة رجال في باريس، أحدهم موظف قنصلي، بتهمة المشاركة في عملية اختطاف المعارض الجزائري والمؤثر المعروف أمير بوخرص، الشهير بـ"أمير دي زد"، والذي يُقيم في فرنسا منذ عام 2016.
 

بوخرص كان قد حصل على اللجوء السياسي من السلطات الفرنسية سنة 2023، بعد أن رفضت المحكمة تسليمه للجزائر، رغم صدور تسع مذكرات توقيف دولية بحقه من السلطات الجزائرية، بتهم تتعلق بالاحتيال وأعمال إرهابية. وتشتبه النيابة العامة الفرنسية في ضلوع الرجال الثلاثة في عملية اختطافه نهاية أبريل الماضي على الأراضي الفرنسية.
 

وزارة الخارجية الجزائرية وصفت هذا التطور بـ"غير المقبول وغير المبرر"، معتبرة أنه يُهدد بإلحاق ضرر بالغ بمستقبل العلاقات الثنائية، ومؤكدة أنها لن تمر على هذه القضية دون اتخاذ إجراءات مضادة. يأتي هذا في وقت كانت فيه باريس قد أعلنت مؤخرًا عن بداية "مرحلة جديدة" من التعاون مع الجزائر، عقب لقاءات جمعت وزير الخارجية الفرنسي بالرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ووزير الخارجية أحمد عطاف.
 

لكن هذه الأزمة المستجدة تنذر بنسف مساعي التهدئة وتطبيع العلاقات بين البلدين، خاصة في ظل حساسية الملفات الأمنية المرتبطة بالجالية الجزائرية في فرنسا، والتعاون القضائي بين العاصمتين، ما يجعل من هذا الحادث اختبارًا جديدًا لقدرة الطرفين على احتواء الخلافات دون تصعيد إضافي


الجزائر، فرنسا، طرد دبلوماسيين، أزمة دبلوماسية، أمير بوخرص، أمير دي زد، اللجوء السياسي


عائشة بوسكين صحافية خريجة المعهد العالي للإعلام… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الاثنين 14 أبريل 2025
في نفس الركن