كتاب الرأي

"علم الطوبونيميا "وقرية أولاد سعيد

نوستالجيا ،المكان العين البيضاء،بقرية أولاد سعيد وعودة من خلال علم الطوبونيميا ؟؟؟


أن علم الطوبونيميا يهتم بدراسة المجال التاريخي ، وهو من العلوم المساعدة لعلم التاريخ ، ولهذا عندما تغيب الوثيقة أو المصادر التي يمكن أن تتحدث على الموقع أو الحدث التاريخي نلجأ إلى الطوبونيميا ، وهكذا يتغير المكان ومعالمه لكن الموقع والأسماء،والصفات ونوع النشاط تبقى محتفظ به في الذاكرة الجماعية، وتورته الأجيال، انه دراسة المجال التاريخي للمكانية التي أزال منها هذا النشاط ، أو هذا الأثر وبقي الاسم فقط وعلى سبيل المثال لا الحصر ساحة مرس السلطان في الدار البيضاء التي كانت عبارة عن مجموعة من" المطامير" يخزن فيها الزرع من طرف المخزن أي السلطان وأصبحت عبارة عن محلات تجارية راقية أو" سانية الرمل" بطنجة فكانت عبارة عن بستان تزرع فيها الخضروات ويسقى بواسطة هذه "السانية " او باب دكالة في مراكش الذي كان يخصص لتجار دكالة أو المتسوقين من دكالة او باب مراكش في الدار البيضاء خاص بالمتسوقين والتجار من مراكش أو باب الجلود .أو باب الأحد الذي يختص اهل الشاوية التجار والكسابة في الرباط وهو نفس المثال والنموذج عبر التاريخ. لأن هذه المدن كانت محاطة بمسورة وكان تنظيمها للأسواق لاستخلاص المكس او الضرائب ولهذا سوف نتحدث في هذا الموضوع عن قضية ،العين البيضاء التي تصنف في منهج هذا العلم أي الطوبونيميا ، موقعها الإداري مشيخة أولاد احميتي قيادة أولاد سعيد دائرة إقليم سطات موقعها الجغرافي وسط تلال تحيط بها ،تقع في وسط دواوير أولاد احميتي دوار الحمادات "مالين العين" تحيط بها دواوير،الاود بلعوني الذين يسكنون في السهب مالين السكويلة أي مدرسة أولاد احميتي التي تأسست سنة 1957م وكانت عبارة عن ثلاثة حجرات الدرس وسكن للمعلمين بنيت كما تم تأكيده من قبل وطنيين أعطيت هبة الارض والبناء،استجابة لنداء الوطن ، وسلمت إلى الدولة جاء ذلك عن طريق تعبئة قام بها حزب الاستقلال ، تم العونات أولاد بلعوني الذين يستقرون في الأسفل .تم "الشواركة " أولاد بالبيض.



بقلم : الدكتور مصطفى بلعوني

العين البيضاء يقال تاريخيا كان يقطنها (البرتقيز) البرتغاليين .
عندما دخلوا عن طريق البحر  المحيط الاطلسي  و تسربوا  من شاطئ الجديدة ووصلوا  في القرن 16م ،هذا الموقع الذي يبعد بأكثر 65 كلم من مدينة الجديدة من جهة الغرب وهي قريبة من وادي أم الربيع عند مصب بن معاشو في اتجاه أزمور  .ويمر بقربها أحد روافد أم الربيع يسميه مرة السكان" بي بو جرانة "ومرة واد سيدي عيسى يأتي من الشرق ويمر على القصبة العياشي" الفيلاج" أي قيادة مركز دار المخزن  قيادة  أولاد سعيد.

العين البيضاء تتكون من عدة دواوير منها الحمادات تم النواصرة 
والعوامرة والحصبة ولد احميتي توجد بها  "الباتشات "وماطة وأولاد "ابريكشة  " وفي آخر هذه البطون أولاد الصغير.تم اولاد سليمان بن تاميت ،هذه البطون كلها عربية تنتمي إلى قبيلة أولاد اعريف بن سعيد أولاد سعيد ..
العين البيضاء،تقع في  أرض الجموع ، أرض كانت لها أشجار كثيفة من الكالبتوس تم اقتلاعها في بداية السبعينات كما يحكي أهل المنطقة .وكانت أرضها مستباحة للرعي كل الدواوير لهم الحق في الرعي .

العين البيضاء تتكون من تربة بيضاء،صلصالية .وهي عبارة عن اجراف  تعلو سطح من  الأرض أي ترتفع على شكل قبعة يقدمها أحجار صخرية من الكلس الأبيض تسمى تربة" تافزة" ، كان   الرعاة وبعض المارة يختبؤون تحت الجرف في الشتاء أو في الصيف وهو مناعة طبيعة ربانية من صنع الطبيعة. للوقاية من الحر أو البرد أو الشتاء .

العين البيضاء  كانت غنية بالماء و فرشتها المائية قوية ، لاتستطيع أن تدخل إليها حتى في فصل الصيف وكانت بها أعشاب.

عشوائية طويلة جدا حتى أن الأبقار التي ترعى  داخلها كان يخاف عليها من الغرق .
العين البيضاء كانت أربعة عيون دائمة الجريان وماؤها عذب .يصلح للشرب  كونت مجرى مائي على شكل رفد يصب في  وادي" بو جرانة" والذي هو أحد روافد أم الربيع بلتقي  عند أولاد حمدان بأولاد فرج، دكالة .

العين البيضاء كانت تحيط بها" السواني" التي تدار بقوة حيوانية ليس لها عمق.لا يتعدى أربع او خمس أمتار  في العمق أو البئر وتسقى عشرات من البساتين من الخضر والكروم طوال العام نظرا للمياه التي كانت في الجوف للأرض ومن البساتين أو "الجنانات للكرم " كانت الآلاف من" أشجار التين  الباكور"   كما يسمى عند السكان المحليين .

العين البيضاء كانت نساء القرية ، أو الدواوير تأتي وتغسل الصوف لأن الماء يجري وكافي وقوي الصبيب .وحيث أن الزاوية أولاد سيدي أحمد بن اليماني  أولاد بلعوني كان يأتيها الزوار من جميع أنحاء المغرب الذين لهم جذور من هذه القبلية لأخذ البركة و التبرك بالولي الصالح  وخاصة في فصل الصيف كان يسميهم سكان المحليين "الفاكونس " لابد من زيارة  العين البيضاء،لكي يتمتعون بجمالها ومياهها العذبة .ويأكلون  من " تين "اجناناتها .وياخذون الأخضر والنعناع. 

العين البيضاء تبعد عن الطريق المعبدة الرئيسة أو" المنجورة " الرابطة من قصبة العياشي الأربعاء قيادة أولاد سعيد  وجمعة أولاد عبو.قيادة لهدمي .شرقا بكلو متران .كانت هذه الطريق تسمى" طريق البوطة "  وتبعد العين البيضاء من مدينة سطات حوالي 25 كلم ..من جهة الغرب ،سميت بطريق البوطة لأنها  كانت عبارة عن صهريج يجره جرار.يأتي إلى العين البيضاء ويتم ملؤه بالماء ويذهب به الى "الفيلاج ا"ي القصبة ويسقى منه الاغراس تم تشرب منه البهائم ، تقريبا يوميا وأصبح يسمى بطريق البوطة .

العين البيضاء،زرتها وهي مجال مسقط رأسي ، ووجدتها بعد ما غادرت القرية طلبا للعلم تم الوظيف ولم نعد إلى هذا المكان إلا بعد تلاتين سنة،وجدتها  تبدل كل الشيء تبدل منظرها الجميل جفت مياهها توقفت العين البيضاء،عن الينبع والسيل والصبيب ، لم يبق الربيع الأخضر من" سلبو" وهو نبات طويل يشبه القصب في شكله " والسمار" الذي يصنع منه الحصير.والنجم الأخضر. وكانت الطيور تأتي وتغرد وكانت" السمان ".تم طائر" الهدهد" الذي كان يأتي بكثرة لأن  العين كان ينبت فيها "ربيع النجم" في الصيف يحتوي على الديدان وهو الغذاء،المفضل للهدهد ،وتعيش بها طيور الحجل تم الأرانب وكان الصيادون يأتون إليها عندما يفتح موسم القنص وكنا نشاهد الكلاب المدربة على الصيد ، لأن العين البيضاء تنبت فيها   أشجار الكالبتوس الكثيرة جدا. وهي تقي من الحرارة في الصيف بنسيم عليل وريح هادئة ويأتيها الحصادون في "القيلة " عندما يشتد الحر وقد أعدمت الأشجار .

ماتت البساتين وجفت السواني تم  الجنانات "الكرم " بمختلف أنواعه. أصبحت العين جرداء صامتة لاتتكلم. بصمتها تحكي عن التاريخ المجيد ..وتتوسل لكي تعود الى طبيعتها لأنها قتلها النسيان.

تلك الدواوير التي كانت عامرة بأهلها فقدت تلك الدفء ،  عندما سألت أحد الشيوخ أولاد بلعوني ..لماذا الدواوير خلت ؟فقال لي هذا الأمر لله وماذا سيفعلون هنا "السواني تركات أ"ي تم هجرها لأنها  جفت من المياه  .حتى التين الشوكي المعروف به دوار اولاد. بلعوني  قد انقرض .أي "الكرموس الهندي ".

كانت العين البيضاء  يجعلها الشباب في العطلة الصيفية ملاعب لكرة القدم " مساحات"  وكانت تجري المباريات في شكل اقصائيات مع شباب مختلف الدواوير، كل ذلك ذهب مع الجفاف ومع انقراض العين البيضاء،.الذي لم يبق لها وجود فعلي للدور الذي كانت تقوم به وهي تزود "السواني " السوق المحلي بالخضروات ومختلف الكروم والفواكه من تين وفقوس ..وبطيخ أحمر وأصفر .وكانت الجنانات "تينها" لا يباع أنه كان "السبيل "  كان عيب أن يبيع هذا التين من طرف  الفلاح السعيدي " مول الكرم ".

العين البيضاء مازالت حية في الذاكرة الجماعية ومازالت لها قيمة رمزية ..ولها دور قوي في التنمية. ولها حضور كبير أيام زمان كانت تزود القصبة أي الفيلاج "بالماء والسوق الأسبوعي بالخضرات والنعناع .وكل أيام الأسبوع لأنها مشهورة بالنعناع .

انني رجعت الى هذه الآثار المعلمة وهذا الحوض المائي الذي جف سطحه .قيل لنا زمان أن العين البيضاء تقع في واد يجري في جوف الأرض أو للورشة المائية لسطح الأرض. 

والسؤال هل يمكن إحياء هذه العين التي تقع في أراضي الجموع .

بإقامة "سد تلي " لكي تسقي وتبلل الفرشة المائية وربما تتحرك الصخور من جديد لكي تمنحها ماء بفضل الله وعونه وقوته .؟؟؟
وهذه رسالة إلى المعنيين بالأمر بوزارة التجهيز والماء؟
 
باحث في العلوم الإنسانية والاجتماعية التاريخ المعاصر والراهن  .

 

Sara Elboufi
سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة مقدمة البرنامج الإخباري "صدى الصحف" لجريدة إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الثلاثاء 24 يونيو 2025

في نفس الركن
< >

الثلاثاء 24 يونيو 2025 - 13:59 جحيم الجيران


              

آخر الأخبار | حياتنا | صحتنا | فن وفكر | لوديجي ستوديو | كتاب الرأي | هي أخواتها | تكنو لايف | بلاغ صحفي | لوديجي ميديا [L'ODJ Média] | المجلة الأسبوعية لويكاند | اقتصاديات | كلاكسون


Bannière Réseaux Sociaux

Bannière Lodj DJ
















تحميل مجلة لويكاند







Buy cheap website traffic