أخبار بلا حدود

"علقوها على الشجرة" مأساة قسمة علي عمر: قصة الفتاة السودانية تثير غضبًا شعبيًا واسعًا


في قلب الصراع الدامي الذي تشهده دارفور السودانية، برزت قصة الفتاة "قسمة علي عمر" لتسلط الضوء على معاناة المدنيين الأبرياء في مناطق النزاع. إذ تعرضت قسمة، حسب تقارير ناشطين ووسائل إعلام محلية، لتعذيب وحشي على يد عناصر يُزعم أنهم من قوات الدعم السريع، حيث تم توثيق حادثة تعليقها على شجرة مستخدمين حبلاً، لتنتهي حياتها تحت وطأة الألم.



وقد أثار هذا المشهد المأساوي غضبًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر العديد من الناشطين عن حزنهم العميق، مشددين على أن الفتاة كانت ضحية براءتها وانتمائها القبلي، إذ أُتهمت زورًا بالتعاون مع جهات معادية فقط لأنها أرسلت رسالة صوتية بلغة قبيلتها الزغاوة لأحد أقربائها.

ووصف ناشطون رحيل قسمة بأنه "شهادة دامغة على وحشية المليشيات التي لا ترحم النساء ولا الأبرياء"، معتبرين أن دماءها الطاهرة تروي الحقيقة وتكشف عن الانتهاكات الجسيمة التي تتعرض لها النساء والأطفال في مناطق النزاع. وأشار بعضهم إلى أن مقتلها لم يكن مجرد حادثة عابرة، بل أصبح رمزًا للمظلومين وصوتًا دائمًا يفضح الفظائع ويصرخ في وجه الجلادين.

ورغم الانتقادات الواسعة، نفت قوات الدعم السريع أي مسؤولية عن الحادثة، واصفة الفيديو المتداول بأنه "فبركة إعلامية" تهدف إلى تشويه صورتها، مؤكدة أن المشهد لم يكن سوى جزء من حملة تضليل. وأكد البيان الرسمي للقوات أن اتهامات التعذيب "باطلة ولا تمت لأخلاقنا بصلة".

تبقى مأساة قسمة علي عمر مثالًا مؤلمًا على الآثار المدمرة للنزاعات المسلحة على المدنيين، خصوصًا النساء، وتجسيدًا للقسوة التي يمكن أن تصل إليها الحروب، في حين تستمر الجهود المحلية والدولية لتوثيق الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها.

بقلم هند الدبالي 

قسمة علي عمر، دارفور، السودان، قوات الدعم السريع، انتهاكات حقوق الإنسان، تعذيب النساء، النزاعات المسلحة، الغضب الشعبي، حقوق المدنيين، الحروب في إفريقيا





الجمعة 12 شتنبر 2025
في نفس الركن