آخر الأخبار

عبد الجبار الراشدي : إعادة الثقة بين المواطن والسياسي رهينة بإصلاح الأحزاب


التأمت يوم الأربعاء، في كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية السويسي التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط، مجموعة من الشخصيات السياسية والأكاديمية لمناقشة التحولات الراهنة التي يشهدها الحقل الحزبي المغربي، في ندوة وطنية نظمها طلبة شعبة القانون العام وفريق البحث في الأداء السياسي والدستوري. وسعى المنظمون إلى جمع ممثلي الأحزاب والأكاديميين لتبادل وجهات النظر حول واقع السياسة المغربية وسبل تطوير العمل الحزبي وتعزيز الديمقراطية.



وحضر الندوة أسماء بارزة في المشهد السياسي المغربي، من بينهم محمد أوجار، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، إدريس السنتيسي، عضو المكتب السياسي لحزب الحركة الشعبية، عبد الجبار الراشدي وعبد الحالي حامي الدين من حزب الاستقلال، إضافة إلى رشيد حموني من حزب التقدم والاشتراكية، فضلاً عن فاعلين سياسيين آخرين. وركز النقاش على التحولات الداخلية للأحزاب، وضعف الثقة بين المواطن والسياسي، والسبل الكفيلة بإعادة بناء مصداقية العمل الحزبي في المملكة.
 

وأوضح عبد الجبار الراشدي أن هذه الندوة مثلت فرصة فريدة لتشخيص أعطاب السياسة المغربية، ولفت الانتباه إلى التراجع الكبير في مستوى الثقة بين المواطن والمؤسسات السياسية. وأكد أن النقاش شمل كيفية استرجاع الثقة عبر إصلاح التنظيمات الحزبية وتقوية الأدوار الرقابية والتشريعية للأحزاب داخل المؤسسات المنتخبة، مشيراً إلى أن تقوية الديمقراطية المغربية رهينة بتخليق المشهد السياسي وتعزيز أداء الأحزاب.
 

ومن جانبه، شدد رشيد حموني على أن الأحزاب أصبحت في نظر المجتمع جزءًا من المشكلة أكثر من كونها جزءًا من الحل، مبرزًا أن أحد أهداف هذه الندوة هو الاستماع إلى الرأي الأكاديمي وممثلي الأحزاب، وتحليل مكامن الخلل داخل الحقل الحزبي، مع اقتراح حلول عملية لمواجهة التحديات الحالية. وأشار حموني إلى أن الحوار المفتوح بين الأكاديميين والسياسيين يعكس التوجه نحو تحسين جودة العمل السياسي وتعزيز إشراك المواطنين في العملية الديمقراطية.
 

وأضاف المشاركون أن الحوار الوطني حول الحقل الحزبي أصبح أكثر ضرورة في ظل التحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي يشهدها المغرب، والتي تتطلب إعادة التفكير في أدوار الأحزاب، ومراجعة استراتيجياتها للتفاعل مع المواطنين والاستجابة لتطلعاتهم. وأكدوا على أن التحدي لا يقتصر على الأحزاب فحسب، بل يمتد إلى المؤسسات السياسية ككل، بما فيها البرلمان والمجالس المحلية، لضمان تحقيق مشاركة فعّالة وشفافة تعكس إرادة الشعب.
 

واختتمت الندوة بالتأكيد على أهمية تعزيز التعليم السياسي والثقافة الديمقراطية، وإشراك الشباب في الحياة السياسية، كوسيلة لتقوية الانتماء للمؤسسات وللأحزاب، وبناء قاعدة متينة للممارسة الديمقراطية في المغرب. وشدد المشاركون على أن الإصلاح الحقيقي للحقل الحزبي يتطلب توافقاً بين الإرادة السياسية، والوعي الشعبي، والآليات المؤسساتية، من أجل إرساء نظام سياسي قادر على مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية


عائشة بوسكين صحافية خريجة المعهد العالي للإعلام… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الخميس 4 دجنبر 2025
في نفس الركن