حياتنا

طانطان تستفيد من 4.300 متر مكعب إضافية يومياً بفضل مشروع التحلية


شهدت مدينة طانطان خطوة نوعية على صعيد تأمين الماء الصالح للشرب، بعد الانتهاء من مشروع توسيع محطة تحلية المياه الأجاجة، الذي يعد جزءًا من الجهود الرامية لتعزيز الأمن المائي بالأقاليم الجنوبية. وقد جرى تدشين المشروع بحضور عامل الإقليم عبدالله شاطر، تزامنًا مع الاحتفال بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، ليجسد هذا الإنجاز التزام المملكة بتأمين الموارد المائية وتطوير بنيتها التحتية الحيوية بشكل مستدام، بما يسهم في تحسين جودة الحياة للسكان وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة.



ويأتي هذا المشروع، الذي بلغت كلفته الإجمالية حوالي 80 مليون درهم وممول عبر قرض من الصندوق السعودي للتنمية، لتوسيع محطة تحلية الأجاجة لفرشة “سهب الحرشة”، بطاقة إنتاجية إضافية تفوق 4,300 متر مكعب يوميًا، لترتفع الطاقة الإجمالية للمحطة إلى نحو 13,000 متر مكعب يوميًا. وتعتمد المحطة على أحدث تقنيات التناضح العكسي، بما يدمج الابتكارات الحديثة في مجال استرجاع الطاقة وتقليص البصمة الكربونية، ما يسهم في تحسين كفاءة الإنتاج وتقليل التكاليف التشغيلية، مع الحرص على اعتماد حلول صديقة للبيئة.
 

ويأتي هذا الإنجاز ضمن البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي 2020-2027، الذي تم توقيع الاتفاقية الخاصة به أمام جلالة الملك محمد السادس يوم 13 يناير 2020، والذي يهدف إلى ضمان تزويد سكان المنطقة، الذين يقدر عددهم بحوالي 92,000 نسمة، بالماء الصالح للشرب بشكل مستمر.

ويشكل المشروع عنصرًا أساسيًا في استراتيجية المملكة لتعزيز التنمية المستدامة بالأقاليم الجنوبية، من خلال تأمين الموارد المائية الحيوية، ودعم البنية التحتية للقطاعات الاقتصادية والاجتماعية، بما يشمل تحسين الصحة العامة، وتعزيز الأنشطة الاقتصادية المحلية، وخلق فرص عمل مرتبطة بصيانة وتشغيل المحطة، بالإضافة إلى المساهمة في استقرار المدن والمجتمعات المحلية عبر ضمان توفر الماء بشكل مستمر.
 

كما يسعى المشروع إلى نقل خبرات وتقنيات حديثة في مجال تحلية المياه إلى المغرب، بما يتيح تطوير كفاءات وطنية قادرة على تشغيل وإدارة محطات التحلية بشكل متقدم، إضافة إلى توطين التكنولوجيا الحديثة في مجال استرجاع الطاقة وتقليل البصمة البيئية. ويعد هذا التوسع نموذجًا مهمًا على مستوى الابتكار في قطاع المياه بالمغرب، ويؤكد التزام المملكة بمواكبة التحديات المائية المتزايدة بفعل النمو السكاني والتغيرات المناخية، ويشكل رافعة استراتيجية لتأمين الاستدامة المائية في الأقاليم الجنوبية على المدى الطويل


عائشة بوسكين صحافية خريجة المعهد العالي للإعلام… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الجمعة 14 نونبر 2025
في نفس الركن