طائرة أم أزمة دستورية؟
الهدية، التي تبلغ قيمتها نحو 400 مليون دولار، والتي يُفترض أن تُسلَّم أولًا لوزارة الدفاع ثم تُستخدم لاحقًا كرئاسية أو تُنقل إلى مكتبته بعد ولايته، طرحت إشكاليات قانونية وأمنية عميقة. إذ يُنظر إليها من قِبل العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين على أنها تشتيت سياسي لا طائل منه، وربما هدية مسمومة في توقيتها ومعناها، خصوصاً أن قطر لا تُعد من الحلفاء السلسين في سجل السياسة الخارجية الأمريكية.
الجمهوريون: صمت حذر ومخاوف أمنية
بخلاف مواقفهم المعتادة التي تتسم بالتماهي مع الرئيس السابق، لم يُسارع كثير من الجمهوريين إلى الدفاع عن هذه الخطوة. السناتور سوزان كولينز عبّرت عن قلق قانوني وأخلاقي، مشيرة إلى إمكانية وجود خطر تجسس تقني داخل الطائرة، وعدم القدرة على تفتيشها أو تأمينها بشكل كامل.
أما تيد كروز، المعروف بصراحته، فقد وصف المبادرة بأنها تثير قلقًا أمنيًا بالغًا، مشدداً على تاريخ قطر المقلق في دعم جماعات مثل حماس وحزب الله. وأضاف: "لا أثق بقطر، فهناك ما يكفي من الأدلة على أنها منصة تمويل للمتطرفين، ولا يمكننا المجازفة بنقل أسرار الدولة على متن طائرة مجهولة المصدر التكنولوجي".
من Air Force One إلى "صفقة الطائرة القطرية"
يأتي هذا الجدل في وقت يعاني فيه مشروع استبدال طائرة Air Force One الرئاسية الحالي، الذي تنفذه شركة بوينغ، من تأخيرات متكررة وارتفاع في التكاليف. الأمر الذي عبّر ترامب مرارًا عن امتعاضه منه، مما جعله يُظهر حماسة غير مسبوقة تجاه الهدية القطرية.
لكن حتى أنصاره الأقرب داخل الكونغرس، مثل ريك سكوت، لم يُخفوا تحفظاتهم. فقد ربط سكوت بين هذه الصفقة ودور قطر الإقليمي في دعم حركات تعتبرها الولايات المتحدة "إرهابية"، وتساءل عن ضمانات الأمان الكافية في حال تم اعتماد الطائرة للاستخدام الرئاسي.
هدية مشروطة أم باب خلفي للتأثير؟
من وجهة نظر الكثيرين في واشنطن، فإن قبول هدية بهذا الحجم من دولة أجنبية، دون شفافية أو رقابة مسبقة، يهدد بمخالفات محتملة لقوانين مكافحة الفساد، أو على الأقل يفتح المجال أمام سوء التأويل السياسي، خاصة أن ترامب يخطط لاستخدام الطائرة لمكتبة رئاسية مستقبلية، وهو ما يثير تساؤلات حول التمويل الأجنبي لمشاريع ذات طابع سياسي داخلي.
قراءة في الرسائل السياسية
الهدية، التي تبلغ قيمتها نحو 400 مليون دولار، والتي يُفترض أن تُسلَّم أولًا لوزارة الدفاع ثم تُستخدم لاحقًا كرئاسية أو تُنقل إلى مكتبته بعد ولايته، طرحت إشكاليات قانونية وأمنية عميقة. إذ يُنظر إليها من قِبل العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين على أنها تشتيت سياسي لا طائل منه، وربما هدية مسمومة في توقيتها ومعناها، خصوصاً أن قطر لا تُعد من الحلفاء السلسين في سجل السياسة الخارجية الأمريكية.
الجمهوريون: صمت حذر ومخاوف أمنية
بخلاف مواقفهم المعتادة التي تتسم بالتماهي مع الرئيس السابق، لم يُسارع كثير من الجمهوريين إلى الدفاع عن هذه الخطوة. السناتور سوزان كولينز عبّرت عن قلق قانوني وأخلاقي، مشيرة إلى إمكانية وجود خطر تجسس تقني داخل الطائرة، وعدم القدرة على تفتيشها أو تأمينها بشكل كامل.
أما تيد كروز، المعروف بصراحته، فقد وصف المبادرة بأنها تثير قلقًا أمنيًا بالغًا، مشدداً على تاريخ قطر المقلق في دعم جماعات مثل حماس وحزب الله. وأضاف: "لا أثق بقطر، فهناك ما يكفي من الأدلة على أنها منصة تمويل للمتطرفين، ولا يمكننا المجازفة بنقل أسرار الدولة على متن طائرة مجهولة المصدر التكنولوجي".
من Air Force One إلى "صفقة الطائرة القطرية"
يأتي هذا الجدل في وقت يعاني فيه مشروع استبدال طائرة Air Force One الرئاسية الحالي، الذي تنفذه شركة بوينغ، من تأخيرات متكررة وارتفاع في التكاليف. الأمر الذي عبّر ترامب مرارًا عن امتعاضه منه، مما جعله يُظهر حماسة غير مسبوقة تجاه الهدية القطرية.
لكن حتى أنصاره الأقرب داخل الكونغرس، مثل ريك سكوت، لم يُخفوا تحفظاتهم. فقد ربط سكوت بين هذه الصفقة ودور قطر الإقليمي في دعم حركات تعتبرها الولايات المتحدة "إرهابية"، وتساءل عن ضمانات الأمان الكافية في حال تم اعتماد الطائرة للاستخدام الرئاسي.
هدية مشروطة أم باب خلفي للتأثير؟
من وجهة نظر الكثيرين في واشنطن، فإن قبول هدية بهذا الحجم من دولة أجنبية، دون شفافية أو رقابة مسبقة، يهدد بمخالفات محتملة لقوانين مكافحة الفساد، أو على الأقل يفتح المجال أمام سوء التأويل السياسي، خاصة أن ترامب يخطط لاستخدام الطائرة لمكتبة رئاسية مستقبلية، وهو ما يثير تساؤلات حول التمويل الأجنبي لمشاريع ذات طابع سياسي داخلي.
قراءة في الرسائل السياسية
ما تُخفيه هذه الطائرة من خلفيات ربما يتجاوز تفاصيل التقنية والتجهيزات. إنها إشارة سياسية من قطر، وقد تكون ورقة ضغط أو محاولة استمالة، أو حتى استثمار في زعيم أمريكي قد يعود إلى السلطة في انتخابات 2028. لكن في المقابل، فإن مثل هذه الهدايا تفتح باباً موارباً على ملفات النفوذ الأجنبي داخل واشنطن.
طائرة لا تطير... ولكنها تفجّر
الطائرة القطرية، حتى لو لم تُستخدم فعليًا، حلّقت فوق الكونغرس، وأسقطت معها ثقة البعض في حدود ما يمكن القبول به سياسياً. إنها أزمة تُختزل في مشهد: هدية فاخرة تطلّ من الشرق الأوسط، لتفجّر جدلًا في البيت الجمهوري، وتعكس هشاشة العلاقة بين المال، والنفوذ، والأمن القومي.
السؤال المفتوح اليوم: من يقود من؟ الطائرة… أم السياسة؟
طائرة لا تطير... ولكنها تفجّر
الطائرة القطرية، حتى لو لم تُستخدم فعليًا، حلّقت فوق الكونغرس، وأسقطت معها ثقة البعض في حدود ما يمكن القبول به سياسياً. إنها أزمة تُختزل في مشهد: هدية فاخرة تطلّ من الشرق الأوسط، لتفجّر جدلًا في البيت الجمهوري، وتعكس هشاشة العلاقة بين المال، والنفوذ، والأمن القومي.
السؤال المفتوح اليوم: من يقود من؟ الطائرة… أم السياسة؟