كلاكسون

صناعة السيارات الصينية : قيادة لا يمكن إيقافها وفقًا لدراسة


يشهد مجال صناعة السيارات تحولًا كبيرًا، وتبدو هيمنة تسلا، رائدة السيارات الكهربائية، الآن مهددة بشكل جدي. تكشف دراسة حديثة لمؤسسة مورغان ستانلي، التي كانت دائمًا تدعم الشركة الأمريكية، عن واقع مزعج: الصناعة السيارات الصينية تتقدم بشكل مذهل.



ظاهرة شاومي: عندما تُحدث شركة الإلكترونيات ثورة في عالم السيارات


أثارت تقديم سيارة Xiaomi YU7 ضجة كبيرة في القطاع. هذا الطراز، الذي يُعتبر السيارة الثانية فقط من الشركة، يستهدف مباشرة Model Y من تسلا، مع مزايا قوية. وفقًا لمحللي مورغان ستانلي، فإن YU7 تقدم تصميمًا يمكن مقارنته بماركات شهيرة مثل فيراري أو أستون مارتن، ولكن بسعر مشابه لسعر تويوتا كامري. هذه المقارنة تسلط الضوء على التحدي المتزايد الذي تمثله شاومي للعلامات التجارية الغربية.

نجاح شاومي ليس مجرد صدفة. فقد جذبت سيارتها الأولى، SU7، 320,000 مشترٍ في أقل من عام. حتى جيم فارلي، الرئيس التنفيذي لشركة فورد، أعرب عن إعجابه بهذا الطراز، مما يعكس تأخر الشركات الأمريكية في التكنولوجيا.

مع تصاعد هذه القوة، يبدو أن تسلا تعدل استراتيجيتها. إيلون ماسك، الذي يبدو أنه أقل اهتمامًا بالإنتاج التقليدي للسيارات، يركز الآن على القيادة الذاتية والروبوتات. خلال عرض النتائج المالية الأخير، صرح بأن “معظم الناس لن يشتروا سيارات بعد الآن” في المستقبل. هذه إعادة التوجيه تعكس عجز تسلا عن المنافسة مع اللاعبين الجدد في الصين، وهو ما وصفته مورغان ستانلي بأنه “فوز الصين في معركة السيارات الكهربائية”.

ما الذي يفسر هذه الهيمنة المتزايدة؟ عدة عوامل رئيسية حولت الصين إلى قوة لا يمكن تجاهلها. تشمل هذه العوامل الدعم الحكومي الكبير الذي سرّع الانتقال نحو السيارات الكهربائية، وقرب سلاسل التوريد للبطاريات، وهو عنصر حاسم في تكاليف الإنتاج. بالإضافة إلى ذلك، فإن نظام التعليم الموجه نحو العلوم والتكنولوجيا، جنبًا إلى جنب مع سوق داخلي ضخم، سمح للشركات الصينية بتطوير الابتكارات بسرعة. لم تعد علامات مثل BYD وNio وGeely تخشى من المنافسة مع العلامات الغربية.

تتوقع مورغان ستانلي أن تمثل الصين ثلث مبيعات السيارات العالمية بحلول عام 2030، مما يضع ضغطًا ليس فقط على تسلا، ولكن على جميع الشركات المصنعة التقليدية. الخبراء متشائمون بشأن فورد، التي كانت قد وعدت سابقًا بـ “هزيمة SU7 في معركة مباشرة”، حيث يعتقدون أنه سيستغرق الأمر سنوات عديدة قبل أن تتمكن فورد من تقديم منتج قابل للمقارنة.

على الرغم من أن الرسوم الجمركية والقيود المختلفة تبقي الشركات الصينية بعيدًا عن السوق الأمريكية حاليًا، إلا أن مورغان ستانلي تقدر أن وصولها إلى الولايات المتحدة مجرد “مسألة وقت”. يؤكد المحللون أنه “لا يوجد أي رئيس تنفيذي في صناعة السيارات يعتقد أن الرسوم الجمركية ستنجح في إبقاء التكنولوجيا الصينية للسيارات الكهربائية بعيدة عن السوق الأمريكية”.

تثير هذه التوقعات أسئلة جوهرية حول مستقبل صناعة السيارات الغربية. قد تجد تسلا، التي لا تزال تعتمد على مبيعات السيارات لتحقيق إيراداتها، نفسها عرضة بشكل خاص أمام هذه المنافسة المتزايدة.

تلخص العبارة الأكثر دلالة في تقرير مورغان ستانلي الوضع بشكل مثالي: “لا يمكنك إبقاء أفضل منتج بعيدًا عن أفضل مستهلك لفترة طويلة.” تحذير ينبغي على الشركات الغربية أخذه في الاعتبار إذا أرادت البقاء في عصر السيارات الكهربائية.

صناعة السيارات، تسلا، Xiaomi، YU7، سيارات كهربائية، مورغان ستانلي، BYD، Nio، ابتكار، السوق الصيني





الثلاثاء 17 يونيو/جوان 2025
في نفس الركن