أسرتنا

صحة الدماغ: كيف تحافظ على قدراتك العقلية وتؤخر التدهور المعرفي؟


يتساءل الكثيرون: هل نبذل ما يكفي من الجهد للحفاظ على صحة دماغنا؟ ويشير خبراء الطب العصبي إلى أن التدهور المعرفي لا يجب أن يُعتبر أمرًا حتميًا مرتبطًا بالتقدم في العمر، إذ يمكن بناء وصيانة وتطوير الاحتياطي المعرفي للدماغ طوال الحياة.



ويشير الاحتياطي المعرفي إلى قدرة الدماغ على التكيف والتعويض أمام التلف الناتج عن الأمراض العصبية أو الشيخوخة. بفضل هذا الاحتياطي، يمكن الحفاظ على الوظائف العقلية في مختلف الأنشطة اليومية، وتأجيل ظهور أعراض الأمراض العصبية مثل ألزهايمر وباركنسون، وهو ما يمثل قيمة كبيرة نظرًا لغياب علاج فعال لهذه الحالات حتى الآن.

ويؤكد الأطباء أن بعض العوامل، مثل تقدم السن أو الوراثة الجينية، لا يمكن التحكم فيها. ومع ذلك، هناك العديد من العوامل القابلة للتعديل، والتي يمكن للفرد العمل عليها لتقليل مخاطر التدهور العقلي، منها:

النظام الغذائي

النشاط البدني

التحكم في ضغط الدم ومستويات السكر

العلاقات الاجتماعية

إدارة التوتر والضغوط النفسية

أدوات تقييم أسلوب الحياة وتأثيره على الدماغ

وضعت البروفيسورة سانجولا سينغ من جامعة هارفارد وأطباء آخرون أداة علمية تعرف بـ McCance Brain Care Score. تقوم هذه الأداة بقياس 12 عاملًا قابلًا للتعديل لتحديد مستوى الخطر المرتبط بالأمراض الدماغية المرتبطة بالعمر مثل:

الجلطات الدماغية

الخرف بأنواعه

الاكتئاب

ارتفاع الدرجة في هذا الاختبار يشير إلى انخفاض خطر الإصابة بهذه الحالات، حتى بين الأشخاص الذين لديهم استعداد جيني أعلى. وتتوفر هذه الأداة الآن عبر الإنترنت باللغة الإنجليزية، مما يسمح لكل شخص بتقييم نمط حياته وإجراء تعديلات بسيطة إذا لزم الأمر، مثل تحسين ضغط الدم أو تعزيز النشاط البدني أو تحسين جودة النوم.

وأطلقت البروفيسورة سينغ أيضًا استبيانًا إلكترونيًا لتقييم نمط الحياة والوقاية من الخرف، وهو سريع وسهل الاستخدام، ويمكن تعبئته بدون الحاجة إلى استشارة طبية. يهدف هذا الاستبيان إلى تحديد العوامل القابلة للتعديل ومعرفة مدى الوعي الفردي بأهمية أسلوب الحياة في الحفاظ على الصحة الدماغية.
وتقدر منظمة الصحة العالمية أن حوالي 10 ملايين شخص يصابون بالخرف سنويًا، ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى 152 مليون شخص بحلول عام 2050 مع تزايد نسبة كبار السن حول العالم. هذا يعكس الحاجة الملحة للوقاية المبكرة عبر تغييرات بسيطة في نمط الحياة.

الخبر السار هو أن الدماغ ليس ميؤوسًا منه، وأن الاحتياطي المعرفي يمكن بناؤه وصيانته. من خلال اتباع نظام حياة صحي، والنشاط الذهني والاجتماعي، وإدارة العوامل القابلة للتعديل، يمكن لكل شخص أن يقلل من خطر التدهور المعرفي ويحافظ على جودة حياته واستقلاله لأطول فترة ممكنة.

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الاثنين 29 دجنبر 2025
في نفس الركن