وأدى هذا النمو السريع إلى تعزيز مكانة المغرب بين كبار المصدرين، ليصبح رابع أكبر مصدر للحمضيات الصغيرة إلى ألمانيا، متجاوزاً تركيا واليونان، مع ارتفاع حصة المملكة في واردات ألمانيا من هذا القطاع من 1.3% إلى 2.5% خلال موسم واحد فقط. كما ارتقى ترتيب المغرب على مستوى قائمة المستوردين إلى المركز الحادي عشر، ما يبرز التقدم الكبير الذي أحرزه المغرب في هذا المجال.
ورغم هذه الزيادة اللافتة، لا يزال المغرب خلف إسبانيا، التي تسيطر على السوق الألمانية بحصة تتجاوز 76% من واردات الحمضيات الصغيرة، على الرغم من تراجع حجم الواردات الإسبانية في السنوات الأخيرة. وتتوزع الحصص الأخرى بين جنوب أفريقيا وإيطاليا بنسبة 11% و4% على التوالي، فيما تمثل المصادر الأخرى نسبة 9% من واردات السوق الألمانية.
ويبدأ موسم تصدير الحمضيات المغربية عادة في أكتوبر، ليبلغ ذروته بين دجنبر ومارس، قبل أن يشهد انخفاضاً تدريجياً مع حلول فصل الصيف. وقد سجل موسم 2024-2025 أعلى حجم شهري خلال يناير، حيث تم تصدير نحو 1500 طن من الحمضيات الصغيرة، كما تميز الموسم بارتفاع ملحوظ في صادرات أبريل وماي مقارنة بالسنوات السابقة، ما يشير إلى توسع فترات التصدير وتحقيق استقرار نسبي في الإمدادات خلال الأشهر التي عادة ما تكون منخفضة فيها حركة الصادرات.
ويعكس هذا الأداء المتقدم جهود المغرب المستمرة لتعزيز قدراته الإنتاجية والتصديرية، من خلال تحسين جودة المنتجات، اعتماد تقنيات التخزين والنقل المبردة، وتعزيز الروابط التجارية مع الأسواق الأوروبية. ويعزز هذا الإنجاز موقع المغرب كفاعل رئيسي في قطاع الحمضيات عالمياً، ويتيح فرصاً أكبر للمصدرين المغاربة لتوسيع حصتهم في الأسواق الأوروبية وتحقيق استدامة في النمو الاقتصادي للقطاع الزراعي.
ويعتبر هذا النمو الكبير في صادرات الحمضيات إلى ألمانيا مؤشراً إيجابياً على قدرة المغرب على المنافسة ضمن أكبر الأسواق العالمية، كما أنه يبرز أهمية الاستثمار المستمر في تحسين جودة المنتجات، تطوير بنيات التصدير اللوجستي، وضمان وفرة المعروض لتلبية الطلب المتنامي على الفواكه المغذية والصحية في الأسواق الأوروبية