وتعد هذه الزيارة الأولى من نوعها التي تقوم بها آن هيدالغو، عمدة باريس من الحزب الاشتراكي الفرنسي، إلى مدينة العيون. تلك الزيارة التي تعتبر بمثابة تأكيد على العلاقات المتينة والتاريخية بين المغرب وفرنسا، خاصة في ظل دعم فرنسا المستمر لمواقف المملكة المغربية تجاه قضية الوحدة الترابية.
تعتبر زيارة هيدالغو محطة مهمة في إطار دعم التعاون اللامركزي بين المدن الكبرى في العالم الفرنكوفوني. ومن المتوقع أن تسهم الزيارة في تعزيز مجالات التعاون المثمر بين مدينة العيون والمدن الفرنسية في مجالات متنوعة، بما في ذلك التعليم، الثقافة، السياحة، والبيئة.
خلال زيارتها، ستترأس آن هيدالغو اجتماعًا خاصًا للمكتب التنفيذي للرابطة الدولية للعمد الفرنكوفونيين (AIMF)، الذي يهدف إلى تعزيز العلاقات بين المدن في العالم الفرنكوفوني. الاجتماع سيشمل نقاشات حول تعزيز التعاون في المجالات البيئية والتنموية، بالإضافة إلى الحكامة المحلية ودور المدن في تحقيق التنمية المستدامة.
بالإضافة إلى الاجتماعات الرسمية، يتضمن برنامج الزيارة أيضًا لقاءات مع عدد من المسؤولين المحليين في العيون، وفي مقدمتهم والي جهة العيون الساقية الحمراء، عبد السلام بكرات، ورئيس المجلس الجماعي للعيون، حمدي ولد الرشيد. هذه اللقاءات ستتيح للوفد الفرنسي الاطلاع على المشاريع التنموية الكبرى التي تشهدها المدينة، في ظل الرؤية الملكية السامية للنهوض بالأقاليم الجنوبية للمملكة.
من خلال هذه الزيارة، سيتم تسليط الضوء على التحولات التنموية التي تشهدها مدينة العيون والمناطق المحيطة بها، حيث تعكس المشاريع الميدانية التطور الذي شهدته المنطقة في مجالات البنية التحتية، الإسكان، الصحة، والتعليم.
تعتبر هذه الزيارة أيضًا تأكيدًا لمواقف آن هيدالغو الداعمة للوحدة الترابية للمملكة المغربية، حيث سبق لها أن أبدت دعمًا قويًا لسيادة المغرب على صحرائه. في تصريحات سابقة، قالت هيدالغو إن قرار فرنسا بدعم وحدة أراضي المغرب يعتبر قرارًا صائبًا، مما يعكس عمق العلاقات الثنائية بين البلدين.
في ظل هذه الزيارة، سيتجدد التأكيد على متانة العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وفرنسا، في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة تحولات سياسية واقتصادية كبرى. كما يتوقع أن تسهم هذه الزيارة في تقوية موقف المغرب على الساحة الدولية، في إطار تعزيز دعم السياسات المغربية المتعلقة بالقضية الوطنية.
العيون: قطب تنموي وصلة وصل بين المغرب وأفريقيا والفرنكوفونية
تجسد زيارة عمدة باريس إلى العيون الاهتمام الفرنسي المتزايد بهذه المنطقة، التي تمثل أحد المحاور الاستراتيجية في العلاقات بين المغرب وأوروبا، فضلاً عن كونها صلة وصل بين المغرب ودوله الإفريقية. كما أن زيارة هيدالغو تأتي في أعقاب زيارتين مُماثلتين قام بهما كل من وزيرة الثقافة الفرنسية، رشيدة داتي، والسفير الفرنسي في الرباط، ما يعكس الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى أعلى.
العيون، باعتبارها مركزًا تنمويًا في الصحراء المغربية، تتمتع بموقع استراتيجي مهم على الصعيدين المحلي والدولي. ومن المتوقع أن تثمر هذه الزيارة عن توقيع اتفاقيات شراكة مع مدينة العيون في عدة مجالات رئيسية مثل الثقافة، البيئة، والسياحة.
تهدف هذه الاتفاقيات إلى تعزيز مكانة العيون كمركز اقتصادي وسياحي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالمغرب وأوروبا، ويشكل حلقة وصل قوية بين المغرب ومنظمة الفضاء الفرنكوفوني، بما يعزز من موقع المدينة على الساحة الدولية.
آفاق التعاون المستقبلي
في إطار هذه الزيارة، يتوقع أن تشهد العيون توقيع اتفاقيات جديدة تشمل جوانب متعددة من التعاون بين باريس ومدينة العيون. من بين المجالات التي من المنتظر أن يتم التركيز عليها في هذه الاتفاقيات، هناك التعاون في القطاع الثقافي، حيث تسعى فرنسا والمغرب لتعزيز التبادل الثقافي والفني بين البلدين، إضافة إلى دعم المشاريع البيئية المستدامة والسياحة الخضراء.
كما يتم التركيز على تعزيز الحكامة المحلية والتنمية المستدامة، وهي المجالات التي تحتل مكانة بارزة في أجندة التعاون بين المدن الفرنكوفونية. ومن خلال هذه الشراكات، يسعى الطرفان إلى تعزيز القدرة على مواجهة التحديات البيئية والاجتماعية في المنطقة