هي أخواتها

دعاء اليحياوي: جدل الصور والسيارة الفاخرة يثير نقاشًا حول حدود الجرأة في الوسط الفني المغربي


أثارت الفنانة المغربية "دعاء اليحياوي" موجة واسعة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي، بعد انتشار صور لها وصفها البعض بأنها "أقرب إلى قميص نوم منها إلى فستان"، إلى جانب مقطع فيديو يظهرها وهي تتسلم سيارة فاخرة من طراز "مرسيدس G-Class". هذه الأحداث أشعلت التكهنات حول طبيعة حياتها الشخصية ومصادر دخلها، مما فتح الباب أمام نقاشات حادة حول مظاهر الجرأة في الوسط الفني المغربي.



 صور دعاء اليحياوي: بين الجرأة والحرية الشخصية
الصور التي تم تداولها على نطاق واسع عبر تطبيق إنستغرام، أظهرت دعاء اليحياوي بإطلالة جريئة أثارت موجة من التعليقات المتباينة. بينما رأى البعض أن هذه الصور تتنافى مع الصورة التي يُفترض أن تعكسها الفنانة كممثلة للموسيقى والفن، اعتبر آخرون أن ظهورها يندرج ضمن حرية التعبير عن الأسلوب الشخصي والظهور الفني.

وقد انقسم الرأي العام بين منتقدين يرون أن الجرأة المفرطة قد تؤثر سلبًا على صورة الفنانة ومسارها الفني، وبين معجبين أثنوا على "أنوثتها" و"جاذبيتها"، معتبرين أن لكل فنان الحق في التعبير عن نفسه بالطريقة التي يراها مناسبة.

 السيارة الفاخرة تفتح باب التساؤلات
الجدل لم يتوقف عند الصور، بل تصاعد أكثر بعد ظهور فيديو يوثق لحظة تسلم دعاء اليحياوي سيارة "مرسيدس G-Class"، تُقدّر قيمتها بحوالي "280 مليون سنتيم مغربي". هذا الفيديو دفع الكثير من المتابعين إلى التساؤل عن مصدر السيارة، وسط انتشار إشاعات تفيد بأنها "هدية من شخص نافذ أو ثري مقرّب".

الإشاعات حول السيارة أعادت إلى السطح النقاش المزمن حول مظاهر الثراء المفاجئ لبعض الشخصيات الفنية، وما إذا كانت شهرة الفنانات تُستغل أحيانًا خارج السياق الإبداعي. وقد أثار هذا النقاش تساؤلات أعمق حول طبيعة العلاقة بين الفن والمال، وحول مدى تأثير هذه المظاهر على صورة الفنانة لدى جمهورها.

 رد دعاء اليحياوي: نفي ساخر للإشاعات
في أول رد لها على الجدل، استخدمت دعاء اليحياوي نبرة ساخرة عبر خاصية "الستوري" على حسابها الرسمي في إنستغرام، وقالت:

"واش نتوما كتحشمو ولا ما كتحشموش؟" واش هداك وجهكم ولا قفاكوم؟ هاد الزهر كلو عندي تجيني جي كلاس كادو؟ وحتى إلى جاتني واش أنا هبيلة نبارطاجيها معكم؟!"

وأكدت أن الفيديو المتداول لا علاقة له بهدية حقيقية، بل يتعلق فقط بكواليس تصوير فيديو كليبها الجديد، المنتظر صدوره قريبًا. بهذا النفي، وضعت دعاء حدًا للإشاعات المرتبطة بحصولها على السيارة كهدية، مشددة على أن الأمر لا يتعدى كونه جزءًا من عملها الفني.

بين الرؤية الفنية والصورة العامة
الجدل المثار حول دعاء اليحياوي يعكس حالة الشد والجذب في الوسط الفني المغربي، بين فنانين يسعون إلى كسر القوالب التقليدية وفرض أسلوبهم الخاص، وجمهور ما زال يحتكم إلى معايير محافظة. في زمن الرقمنة وسرعة انتشار المعلومة، أصبحت الحدود بين الترويج الفني والإثارة المفتعلة غير واضحة، مما يضع الفنانات في موقف حساس بين الحفاظ على هويتهن الفنية وبين التعامل مع الانتقادات المجتمعية.

بالنسبة لفنانة مثل دعاء اليحياوي، التي تجد نفسها في قلب عاصفة إلكترونية، يصبح التحدي الأكبر هو تحقيق التوازن بين الجرأة الفنية والوضوح في الرسالة. فالصورة وحدها لم تعد تكفي، بل لا بد من انسجام بين الشكل والمضمون، وبين ما تقدمه الفنانة لجمهورها وما تعكسه من قيم تتماشى مع ثقافة مجتمعها.

 الفن بين الجرأة والمسؤولية الاجتماعية
النقاش حول صور دعاء اليحياوي وفيديو السيارة الفاخرة يفتح بابًا أوسع حول حدود الجرأة في الوسط الفني المغربي. هل يجب على الفنان أن يلتزم بمعايير مجتمعية معينة؟ أم أن له الحق في التعبير عن نفسه بحرية مطلقة؟ هذه الأسئلة تستمر في إثارة الجدل، خاصة في ظل التحولات الثقافية والاجتماعية التي يشهدها المجتمع المغربي.

في النهاية، يبقى الفن وسيلة للتعبير عن الذات، لكن الفنان يتحمل أيضًا مسؤولية اجتماعية تجاه جمهوره. وبين الحرية الشخصية والالتزام بقيم المجتمع، يظل النجاح الحقيقي مرتبطًا بقدرة الفنان على تحقيق التوازن بين الاثنين.

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الخميس 22 ماي 2025
في نفس الركن