ويكتسب هذا الإنجاز بعداً خاصاً، بحسب موقع El Confidencial Digital، بالنظر إلى أن السيارة لم تُنتج في أي مصنع إسباني، بل يتم تجميعها بالكامل في شمال إفريقيا، حيث استفادت المجموعة الفرنسية من تفوق المغرب في الكفاءة الإنتاجية وتكاليف العمالة المنخفضة والبنية التحتية اللوجستية المتطورة. هذا النموذج من التصنيع العابر للحدود جعل من مصنع طنجة منصة تصدير رئيسية نحو أوروبا، وأسهم في ترسيخ مكانة المغرب كوجهة مفضلة لصناعة السيارات.
ويرى مراقبون أن أحد أسرار نجاح داسيا سانديرو يكمن في معادلة السعر والجودة التي تقدمها، إذ يبدأ سعرها من حوالي 13,940 يورو، ما يجعلها في متناول شريحة واسعة من المستهلكين الباحثين عن سيارة اقتصادية بخصائص مقبولة من حيث الأداء والراحة. كما أن نسخة Eco-G، العاملة بغاز البترول المسال، عززت من جاذبية هذا الطراز بفضل تكلفتها التشغيلية المنخفضة جداً التي لا تتجاوز 2.7 يورو لكل 100 كيلومتر، الأمر الذي جعلها السيارة الأكثر توفيراً في فئتها بالسوق الإسبانية.
وتتميز هذه النسخة أيضاً بحصولها على ملصق ECO البيئي من المديرية العامة للمرور الإسبانية، وهو تصنيف يمنحها امتيازات مهمة، من بينها القيادة في مناطق الانبعاثات المنخفضة، والحصول على تخفيضات على رسوم الطرق ومواقف السيارات، فضلاً عن إعفائها من بعض القيود المفروضة على حركة السيارات التقليدية. كل ذلك جعلها خياراً مفضلاً لدى المستهلك الإسباني الذي أصبح أكثر وعياً بالاعتبارات البيئية وتكاليف الوقود.
من الناحية التقنية، تقدم سانديرو توازناً محسوباً بين الأبعاد المدمجة وسعة التحميل، إذ يبلغ طولها 4.09 متر وتصل سعة صندوق الأمتعة إلى 320 لتراً، ما يجعلها سيارة مثالية للتنقل اليومي داخل المدن، وكذلك للسفر لمسافات متوسطة، دون التفريط في الراحة أو المساحة الداخلية.
وتُظهر بيانات المبيعات تفوق سانديرو الواضح على منافسيها المباشرين في السوق الإسبانية، حيث جاءت إم جي زد إس في المرتبة الثانية بـ 19,251 وحدة، تليها رينو كليو بـ 18,075 وحدة، وهو ما يعكس ثقة المستهلك الإسباني في هذا الطراز الذي يجمع بين البساطة، الاعتمادية، والاقتصاد في الاستهلاك.
ويواصل مصنع طنجة لعب دور محوري في هذا النجاح، إذ ينتج معظم الوحدات الموجهة إلى الأسواق الأوروبية، بينما يتم تجميع جزء محدود من الإنتاج في مصنع ميوفيني برومانيا. وتتيح هذه الهيكلة الإنتاجية المزدوجة لشركة داسيا الحفاظ على أسعارها التنافسية وتلبية الطلب الأوروبي المتزايد بكفاءة، مؤكدة أن التفوق الصناعي لم يعد رهيناً بالتصنيع المحلي فقط، بل بقدرة الشركات على إدارة شبكات إنتاج عالمية تجمع بين الجودة والتكلفة والابتكار