حين يصبح الرحيل وسيلة للبقاء
في أحد فصول الشتاء القاسية بكندا، قرر جون شيلدز أن يحزم حقائبه ويسافر عبر القارات، لا بحثاً عن المتعة، بل هروباً من الفراغ الذي تركته زوجته بعد رحيلها. البقاء في المكان نفسه كان يعني الغرق في ذكريات يومية موجعة، أما السفر فكان محاولة لاستعادة الإحساس بالسيطرة على الحياة. قصته، التي وثقتها صحيفة نيويورك تايمز، تعكس توجهاً شائعاً لدى بعض الرجال: تغيير المكان كوسيلة لتخفيف ثقل الفقد.
الفقد.. أزمة تعيد تشكيل هوية الرجل
لا يقتصر الفقد على الموت فقط، بل يشمل فقدان الشريك، أو صديق مقرّب، أو وظيفة، أو حتى الصحة. هذه اللحظات المفصلية تهز استقرار الرجل النفسي والاجتماعي، وتدفعه إلى إعادة طرح أسئلة كبرى حول المعنى والهوية والعلاقات. ويرى مختصون في علم النفس أن هذه الأزمات قد تكون أشد وطأة على الرجال، بسبب محدودية شبكات الدعم الاجتماعي مقارنة بالنساء.
ماذا تقول الأبحاث عن الرجال والعلاقات؟
تشير دراسة طويلة الأمد لجامعة هارفارد حول التطور البشري، امتدت لأكثر من 80 عاماً، إلى أن جودة العلاقات الإنسانية تُعد العامل الأهم للصحة النفسية والجسدية. وتُظهر النتائج أن فقدان هذه الروابط يجعل الرجال أكثر عرضة للاكتئاب، والعزلة، والاضطرابات النفسية، بسبب ميلهم إلى مواجهة الألم بشكل فردي.
اختلاف بيولوجي ونفسي في مواجهة الحزن
التعامل المختلف مع الحزن بين الرجال والنساء لا تحكمه الثقافة فقط، بل تلعب فيه البيولوجيا دوراً أساسياً. فارتفاع هرمون التستوستيرون لدى الرجال يرتبط بنزعة الكبت والتركيز على الحلول العملية، في حين يسهم الإستروجين لدى النساء في تسهيل التعبير العاطفي وطلب الدعم. كما تُظهر صور الرنين المغناطيسي أن دماغ الرجل ينشط مناطق التفكير العملي عند الحزن، بينما تنشط لدى النساء مناطق المعالجة العاطفية.
ثلاث طرق شائعة يتعامل بها الرجال مع الفقد
وفق تقارير الجمعية الأميركية لعلم النفس وأبحاث المركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية، يميل الرجال إلى ثلاثة أنماط رئيسية في مواجهة الفقد:
الانغماس في العمل:
يختار بعض الرجال الهروب إلى المسؤوليات المهنية والمهام اليومية، لتجنب مواجهة الألم. هذا السلوك يمنح إحساساً مؤقتاً بالإنجاز، لكنه لا يعالج الجرح الداخلي.
النشاط البدني والمغامرة:
يلجأ آخرون إلى التحدي والحركة، بحثاً عن استعادة الإحساس بالتحكم. توم لاكي، الذي فقد زوجته فجأة، وجد في تسلق المباني وركوب الطائرات المعلقة طاقة للاستمرار حتى في سن متقدمة.
الصمت العاطفي:
وهو الامتناع عن التعبير عن المشاعر أو طلب الدعم، خوفاً من الظهور بمظهر الضعف. هذا النمط، رغم شيوعه، يُعد من أخطر المسارات على الصحة النفسية والجسدية.
حين يكسر الرجل دائرة الصمت
بعض الرجال يختارون مساراً مختلفاً، عبر التمسك بالروابط الأسرية أو طلب الدعم المهني. أندرو، أب بريطاني لطفلين، فقد زوجته فجأة، لكنه حوّل الحزن إلى طقوس عائلية تُحيي ذكراها مع أبنائه. هذا النمط يُظهر أن الدعم الاجتماعي يمكن أن يكون جسراً حقيقياً للتعافي.
الفقد وصحة الرجل الجسدية
الحزن العميق لا يقتصر أثره على النفس، بل ينعكس مباشرة على الجسد. أبحاث طبية تشير إلى ارتباط الفقد بمتلازمة “القلب المكسور”، وارتفاع هرمونات التوتر، وزيادة مخاطر أمراض القلب وضغط الدم. كما أظهرت دراسات أن الرجال الذين فقدوا شركاءهم يواجهون خطراً أعلى للوفاة المبكرة، فيما يُعرف بتأثير “الترمّل”.
الدعم الاجتماعي.. خط الدفاع الأول
تؤكد مؤسسات صحية بريطانية وأميركية أن وجود شبكة دعم من الأصدقاء والعائلة يقلل بشكل كبير من آثار الحزن طويلة المدى. الحديث عن المشاعر مع شخص موثوق، أو اللجوء إلى مختص نفسي، لا يُعد ضعفاً، بل خطوة أساسية لحماية القلب والعقل والمناعة. في النهاية، لا يوجد مسار واحد للحزن، لكن تجاهله أو دفنه في صمت طويل قد يحوّله إلى خطر صحي حقيقي. التعافي لا يبدأ بالإنكار، بل بالاعتراف، وبالبحث عن سند إنساني، مهما كان شكله. فالحزن حين يُشارك، يخفّ ثِقله، وحين يُكبت، قد يصبح عبئاً على القلب والحياة.
الفقد.. أزمة تعيد تشكيل هوية الرجل
لا يقتصر الفقد على الموت فقط، بل يشمل فقدان الشريك، أو صديق مقرّب، أو وظيفة، أو حتى الصحة. هذه اللحظات المفصلية تهز استقرار الرجل النفسي والاجتماعي، وتدفعه إلى إعادة طرح أسئلة كبرى حول المعنى والهوية والعلاقات. ويرى مختصون في علم النفس أن هذه الأزمات قد تكون أشد وطأة على الرجال، بسبب محدودية شبكات الدعم الاجتماعي مقارنة بالنساء.
ماذا تقول الأبحاث عن الرجال والعلاقات؟
تشير دراسة طويلة الأمد لجامعة هارفارد حول التطور البشري، امتدت لأكثر من 80 عاماً، إلى أن جودة العلاقات الإنسانية تُعد العامل الأهم للصحة النفسية والجسدية. وتُظهر النتائج أن فقدان هذه الروابط يجعل الرجال أكثر عرضة للاكتئاب، والعزلة، والاضطرابات النفسية، بسبب ميلهم إلى مواجهة الألم بشكل فردي.
اختلاف بيولوجي ونفسي في مواجهة الحزن
التعامل المختلف مع الحزن بين الرجال والنساء لا تحكمه الثقافة فقط، بل تلعب فيه البيولوجيا دوراً أساسياً. فارتفاع هرمون التستوستيرون لدى الرجال يرتبط بنزعة الكبت والتركيز على الحلول العملية، في حين يسهم الإستروجين لدى النساء في تسهيل التعبير العاطفي وطلب الدعم. كما تُظهر صور الرنين المغناطيسي أن دماغ الرجل ينشط مناطق التفكير العملي عند الحزن، بينما تنشط لدى النساء مناطق المعالجة العاطفية.
ثلاث طرق شائعة يتعامل بها الرجال مع الفقد
وفق تقارير الجمعية الأميركية لعلم النفس وأبحاث المركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية، يميل الرجال إلى ثلاثة أنماط رئيسية في مواجهة الفقد:
الانغماس في العمل:
يختار بعض الرجال الهروب إلى المسؤوليات المهنية والمهام اليومية، لتجنب مواجهة الألم. هذا السلوك يمنح إحساساً مؤقتاً بالإنجاز، لكنه لا يعالج الجرح الداخلي.
النشاط البدني والمغامرة:
يلجأ آخرون إلى التحدي والحركة، بحثاً عن استعادة الإحساس بالتحكم. توم لاكي، الذي فقد زوجته فجأة، وجد في تسلق المباني وركوب الطائرات المعلقة طاقة للاستمرار حتى في سن متقدمة.
الصمت العاطفي:
وهو الامتناع عن التعبير عن المشاعر أو طلب الدعم، خوفاً من الظهور بمظهر الضعف. هذا النمط، رغم شيوعه، يُعد من أخطر المسارات على الصحة النفسية والجسدية.
حين يكسر الرجل دائرة الصمت
بعض الرجال يختارون مساراً مختلفاً، عبر التمسك بالروابط الأسرية أو طلب الدعم المهني. أندرو، أب بريطاني لطفلين، فقد زوجته فجأة، لكنه حوّل الحزن إلى طقوس عائلية تُحيي ذكراها مع أبنائه. هذا النمط يُظهر أن الدعم الاجتماعي يمكن أن يكون جسراً حقيقياً للتعافي.
الفقد وصحة الرجل الجسدية
الحزن العميق لا يقتصر أثره على النفس، بل ينعكس مباشرة على الجسد. أبحاث طبية تشير إلى ارتباط الفقد بمتلازمة “القلب المكسور”، وارتفاع هرمونات التوتر، وزيادة مخاطر أمراض القلب وضغط الدم. كما أظهرت دراسات أن الرجال الذين فقدوا شركاءهم يواجهون خطراً أعلى للوفاة المبكرة، فيما يُعرف بتأثير “الترمّل”.
الدعم الاجتماعي.. خط الدفاع الأول
تؤكد مؤسسات صحية بريطانية وأميركية أن وجود شبكة دعم من الأصدقاء والعائلة يقلل بشكل كبير من آثار الحزن طويلة المدى. الحديث عن المشاعر مع شخص موثوق، أو اللجوء إلى مختص نفسي، لا يُعد ضعفاً، بل خطوة أساسية لحماية القلب والعقل والمناعة. في النهاية، لا يوجد مسار واحد للحزن، لكن تجاهله أو دفنه في صمت طويل قد يحوّله إلى خطر صحي حقيقي. التعافي لا يبدأ بالإنكار، بل بالاعتراف، وبالبحث عن سند إنساني، مهما كان شكله. فالحزن حين يُشارك، يخفّ ثِقله، وحين يُكبت، قد يصبح عبئاً على القلب والحياة.