وأكدت مصادر قريبة من المفاوضات أن إطلاق سراح الرهائن يشكل نقطة تحول في مسار الأزمة، إذ يفتح المجال أمام جولات جديدة من التفاوض حول الإفراج عن دفعات أخرى من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. وتراهن الوساطات الدولية على أن استمرار عمليات التبادل قد يسهم في بناء الثقة بين الطرفين ويمهد لمرحلة سياسية أكثر استقرارًا في المنطقة.
في المقابل، شددت إسرائيل على أنها ستراقب بدقة تنفيذ جميع مراحل الاتفاق، مؤكدة أنها لن تسمح بأي خرق أمني من جانب الفصائل الفلسطينية. واعتبرت حكومة تل أبيب أن استعادة الرهائن أولوية وطنية لا تقل أهمية عن مواصلة العمليات العسكرية في حال انهيار التهدئة. أما حركة حماس، فقد وصفت الإفراج بأنه انتصار إنساني ورسالة تؤكد التزامها باتفاق الهدنة ما دامت إسرائيل تحترم تعهداتها.
وأشارت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى أن عملية التسليم تمت في ظروف إنسانية صعبة، حيث عانى العديد من الرهائن من وضع صحي ونفسي هش نتيجة الاحتجاز الطويل. وتم نقلهم فوراً إلى مستشفيات في إسرائيل لإجراء فحوص طبية شاملة، فيما تولت فرق متخصصة في الدعم النفسي مرافقتهم لتجاوز آثار التجربة القاسية.
ومن المنتظر أن تستأنف الأطراف الوسيطة خلال الأيام المقبلة اجتماعاتها سعياً إلى تثبيت وقف إطلاق النار وتوسيعه ليشمل ترتيبات طويلة الأمد. وتُبدي واشنطن والقاهرة والدوحة رغبة قوية في استثمار هذا التقدم لتجنب عودة التصعيد العسكري، في حين يبقى مصير الاتفاق رهيناً بمدى استعداد الطرفين لتقديم تنازلات متبادلة تقود نحو تهدئة دائمة في غزة والمنطقة ككل.