حياتنا

حرمة المقابر بين الإهمال وانتشار الأزبال والمتسولين


تحولت العديد من المقابر في مدن مغربية إلى فضاءات تعكس واقعاً مؤلماً، بعدما فقدت هيبتها وقدسيتها أمام انتشار الأزبال وتوافد المتسولين، في ظل صمت الجهات المسؤولة وتقصيرها في أداء واجبها تجاه هذه الأماكن التي يفترض أن تحظى بكل أشكال العناية والاحترام.



مقابر بلا حرمة
رغم أن المقابر تمثل فضاءً روحياً لتوديع الموتى واستحضار قيم الرحمة والتأمل في المصير، إلا أن مشاهد الإهمال المتراكمة حولها صارت تسيء إلى مكانتها. أكوام من النفايات والأعشاب اليابسة، وأحياناً مخلفات البناء، تحيط بمساحات شاسعة، فتجعلها أقرب إلى مطرح للنفايات بدل أن تكون مجالاً للسكينة والطمأنينة.

المتسولون يسيطرون على المداخل
لا يقف الأمر عند تراكم الأزبال، بل تفاقمت ظاهرة تسول منظم عند أبواب المقابر، حيث يستغل البعض مشاعر الزوار للضغط عليهم وابتزازهم مادياً، في مشاهد تسيء لحرمة المكان وتثقل كاهل أسر تقصد المقابر للترحم على موتاها.

غياب واضح للجهات المسؤولة
أمام هذه الاختلالات، يظل صمت السلطات المحلية والجماعات الترابية مثيراً للاستفهام. فالمقابر، باعتبارها مرفقاً عمومياً، تحتاج إلى برامج دورية للتنظيف والصيانة والحراسة، بما يحافظ على حرمتها ويحميها من مظاهر التهميش والفوضى.

نداء لإعادة الاعتبار
المقابر ليست مجرد فضاءات للدفن، بل جزء من الذاكرة الجماعية والوجدان الروحي للمجتمع. ومن ثم، فإن تركها عرضة للإهمال يمس بصورة المدينة وبكرامة الموتى على حد سواء. وهو ما يستدعي تدخلاً عاجلاً لإعادة الاعتبار لها، عبر تخصيص فرق للتنظيف، وتأمين محيطها، ومحاربة التسول المنظم الذي يسيء إلى قدسيتها.

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الاثنين 25 أغسطس/أوت 2025
في نفس الركن