أنصار هذا الطرح يرون أن المجتمع الحالي يعكس تراجعاً في مكانة الرجل نتيجة استقلالية المرأة الاقتصادية والاجتماعية. ووفق دراسات أجريت في أوروبا، مثل دراسة جامعة ستوكهولم، فإن هذه المجموعات تعتمد على مفاهيم علم النفس التطوري لدعم فكرة تفوق الذكور، وترى أن النساء يُنظر إليهن على أنهن انتهازيات في اختيار الشريك، بينما يُعتبر الرجال "البيتا" ضحايا للاستغلال.
في المغرب، ظهرت فيديوهات لمؤثرين يروجون لهذه الأفكار، معتبرين أنفسهم مدافعين عن "الرجل المقهور" في مجتمع يعتقدون أنه منحاز للنساء. وقد تطورت هذه الحملات أحياناً لتصل إلى مهاجمة النساء المستقلات اقتصادياً، وتصويرهن كغير مؤهلات للزواج، ما يخلق أجواء عداء وتوتر تجاه النساء.
الناشطات النسويات، من جهتهن، يعبّرن عن قلقهن من أن تتحول هذه الخطابات من العالم الافتراضي إلى أرض الواقع، مؤكدات أن هذه الأيديولوجيات قد تساهم في خلق بيئة معادية للنساء، وتشجع على العنف والتحرش. ويرجع بعض المختصين هذه الظاهرة إلى أزمة في بناء الهوية الذكورية لدى الشباب، حيث يشعر البعض بفقدان السيطرة على محيطهم الاجتماعي والشخصي، ويبحثون عن شعور بالانتماء لهوية ذكورية "صلبة" يمكنها الدفاع عن النفس.
في التحليل النفسي، يرى المختصون أن أتباع حركة "ريد بيل" يعيشون حالة من الهشاشة العاطفية، تجعلهم يختزلون النساء في صورة انتهازية عاطفياً، ويحوّلون العلاقات بين الجنسين إلى صراع وقائي، يحرم من الثقة والحميمية، ويجعل الزواج والحب أدوات للتفاوض أو السيطرة بدلاً من كونهما علاقة إنسانية متوازنة.
الحل، وفق الخبراء، لا يكمن في الانعزال خلف هذه الأيديولوجيات، بل في بناء ثقافة رجولية ناضجة قادرة على التفاهم، الاحترام، والمشاركة العاطفية المتوازنة. فالشريك ليس خصماً، بل شريك في الحياة يمكن من خلال الحوار والاحترام المتبادل تحقيق علاقة صحية ومستقرة.
في نهاية المطاف، تظهر حركة "ريد بيل" كمرآة لأزمة أعمق في بناء الهوية الذكورية وسط مجتمع يشهد تغيراً في الأدوار التقليدية. والتحدي الحقيقي يكمن في كسر دائرة الخوف والتحصن وراء الهيمنة، وفتح مساحات للحوار حول الرجولة الجديدة القادرة على احتواء الضعف الإنساني، ومواجهة التغيرات المجتمعية بأسلوب عقلاني ومسؤول.
بقلم هند الدبالي
في المغرب، ظهرت فيديوهات لمؤثرين يروجون لهذه الأفكار، معتبرين أنفسهم مدافعين عن "الرجل المقهور" في مجتمع يعتقدون أنه منحاز للنساء. وقد تطورت هذه الحملات أحياناً لتصل إلى مهاجمة النساء المستقلات اقتصادياً، وتصويرهن كغير مؤهلات للزواج، ما يخلق أجواء عداء وتوتر تجاه النساء.
الناشطات النسويات، من جهتهن، يعبّرن عن قلقهن من أن تتحول هذه الخطابات من العالم الافتراضي إلى أرض الواقع، مؤكدات أن هذه الأيديولوجيات قد تساهم في خلق بيئة معادية للنساء، وتشجع على العنف والتحرش. ويرجع بعض المختصين هذه الظاهرة إلى أزمة في بناء الهوية الذكورية لدى الشباب، حيث يشعر البعض بفقدان السيطرة على محيطهم الاجتماعي والشخصي، ويبحثون عن شعور بالانتماء لهوية ذكورية "صلبة" يمكنها الدفاع عن النفس.
في التحليل النفسي، يرى المختصون أن أتباع حركة "ريد بيل" يعيشون حالة من الهشاشة العاطفية، تجعلهم يختزلون النساء في صورة انتهازية عاطفياً، ويحوّلون العلاقات بين الجنسين إلى صراع وقائي، يحرم من الثقة والحميمية، ويجعل الزواج والحب أدوات للتفاوض أو السيطرة بدلاً من كونهما علاقة إنسانية متوازنة.
الحل، وفق الخبراء، لا يكمن في الانعزال خلف هذه الأيديولوجيات، بل في بناء ثقافة رجولية ناضجة قادرة على التفاهم، الاحترام، والمشاركة العاطفية المتوازنة. فالشريك ليس خصماً، بل شريك في الحياة يمكن من خلال الحوار والاحترام المتبادل تحقيق علاقة صحية ومستقرة.
في نهاية المطاف، تظهر حركة "ريد بيل" كمرآة لأزمة أعمق في بناء الهوية الذكورية وسط مجتمع يشهد تغيراً في الأدوار التقليدية. والتحدي الحقيقي يكمن في كسر دائرة الخوف والتحصن وراء الهيمنة، وفتح مساحات للحوار حول الرجولة الجديدة القادرة على احتواء الضعف الإنساني، ومواجهة التغيرات المجتمعية بأسلوب عقلاني ومسؤول.
بقلم هند الدبالي