أخبار بلا حدود

حادث إطلاق نار في سيدني… مسلم ينقذ محتفلين بعيد “حانوكا” ويمنع كارثة أكبر


أعلنت مصالح شرطة نيو ساوث ويلز بأستراليا، اليوم الاثنين 15 دجنبر 2025، أن الشخصين اللذين نفذا عملية إطلاق النار، يوم أمس الأحد، على محتفلين بعيد الأنوار اليهودي “حانوكا”، الذي أقيم بشاطئ بونداي بمدينة سيدني، هما أب يبلغ من العمر 54 سنة وابنه البالغ من العمر 24 سنة، وكلاهما من أصل باكستاني ويحملان لقب “نافيد”.



وأوضحت الشرطة أن الأب دخل أستراليا في وقت سابق بتأشيرة طلابية قبل أن يستقر بالبلاد بعد زواجه، فيما وُلد الابن على الأراضي الأسترالية. وقد أسفر الحادث عن حالة من الهلع في صفوف المحتفلين، قبل أن يتم احتواء الوضع بفضل تدخل أحد الحاضرين.

وفي تفاصيل لافتة، كشفت شرطة نيو ساوث ويلز أن الشخص الذي تمكن من التسلل خلف المهاجم الأب وتجريده من سلاحه يدعى أحمد الأحمد، وهو رجل مسلم يبلغ من العمر 43 سنة. وأكدت المعطيات الرسمية أن أحمد الأحمد أصيب خلال الحادث برصاصتين أثناء محاولته شلّ حركة المهاجم ومنعه من الاستمرار في إطلاق النار.

وبخصوص عدم استعماله السلاح ضد المهاجم بعد تجريده منه، أوضحت الشرطة أن أحمد الأحمد لا يجيد استعمال الأسلحة النارية، وهو ما حال دون الرد بالمثل، مكتفيًا بتعطيل المهاجم وإرباكه، الأمر الذي مكّن من إنهاء التهديد ومنع سقوط ضحايا إضافيين.

وانتشر على نطاق واسع مقطع فيديو يوثق لحظة التدخل البطولي، حيث يظهر أحمد الأحمد وهو يتسلل بهدوء خلف المهاجم، قبل أن ينقض عليه وينزع منه السلاح، في مشهد حظي بإشادة واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، لما يعكسه من شجاعة ومسؤولية إنسانية عالية.

وانتهت مغامرة المهاجمين عند أحد الجسور القريبة، حيث جرى توقيفهما من قبل السلطات الأمنية، التي باشرت تحقيقًا معمقًا لكشف ملابسات الحادث ودوافعه، في وقت شددت فيه على أن الواقعة لا ينبغي أن تُستغل لإثارة الكراهية أو الخلط بين الأفعال الإجرامية والانتماءات الدينية أو العرقية.

ويُعيد هذا الحادث إلى الواجهة أهمية التعايش السلمي بين مكونات المجتمع الأسترالي، كما يبرز أن القيم الإنسانية والشجاعة الفردية قادرة، في لحظات حاسمة، على إنقاذ الأرواح وتفويت الفرصة على العنف والكراهية.

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الثلاثاء 16 دجنبر 2025
في نفس الركن