حضور رسمي ودعم مؤسساتي
احتضنت مراسيم التدشين حضوراً رسمياً متميزاً، حيث أشرف وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، على حفل الانطلاقة، إلى جانب رئيس مجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، عمر مورو، وعامل إقليم العرائش، العالمين بوعاصم. كما حضر الافتتاح عدد من المنتخبين المحليين، وممثلي المؤسسات الوطنية والجهوية، فضلاً عن مهنيين وفاعلين اقتصاديين. ويؤكد هذا الحضور التنسيق الوثيق بين القطاع العام والخاص لضمان نجاح المشروع وتحقيق أهدافه التنموية.
هدف القطب: تعزيز التنافسية وجذب الاستثمار
أكد رئيس مجلس الجهة، عمر مورو، في كلمته بالمناسبة، أن قطب الجودة الغذائية يمثل ترجمة عملية لرؤية مجلس الجهة في إنجاز مشاريع مهيكلة ذات أثر اقتصادي واجتماعي ملموس. ويهدف المشروع إلى خلق بيئة جاذبة للاستثمار، ورفع قدرات الإنتاج والتثمين للمنتجات الفلاحية، إلى جانب دعم المقاولين الشباب، وتحقيق العدالة المجالية من خلال توزيع المنافع الاقتصادية على مختلف مناطق الجهة.
وأوضح مورو أن القطب الفلاحي للوكوس، بما يضمّه من مكونات وخدمات متكاملة، يشكل رافعة حقيقية لتنمية المنطقة، حيث يعمل على تحسين جودة المنتجات، وتسهيل العمليات الإدارية للمستثمرين، وخلق فرص شغل قارة ومستدامة، إضافة إلى تعزيز تنافسية الجهة على الصعيد الوطني والدولي.
تفاصيل تقنية واستثمارية
بلغت تكلفة إنجاز قطب الجودة الغذائية نحو 135 مليون درهم، وقد تم تشييده على مساحة إجمالية تصل إلى 2,23 هكتار، بما في ذلك 7.200 متر مربع من المباني الحديثة والمجهزة بكافة التجهيزات الضرورية. ويضم القطب مقرات لمؤسسات وطنية مهمة، منها المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (ONSSA)، والمؤسسة المستقلة لمراقبة وتنسيق الصادرات (Morocco Foodex)، والمعهد الوطني للبحث الزراعي (INRA)، والمركز الجهوي للمقاولين الشباب. ويهدف هذا المركز إلى مواكبة حاملي المشاريع في المجالين الفلاحي والغذائي، وتقديم الدعم والتكوين لهم لتطوير أعمالهم ورفع مستوى جودة منتجاتهم.
ويتميز القطب بكونه نقطة محورية لتجميع الخدمات، حيث يتيح للمستثمرين والفلاحين الوصول إلى جميع الخدمات الضرورية في مكان واحد، مع توفير مرافق مشتركة حديثة وقاعات للتدريب واللقاءات، ما يسهم في تعزيز التكامل بين الإنتاج، والمراقبة العلمية، والجودة.
شراكة القطاع العام والخاص: نموذج ناجح
يُجسد مشروع قطب الجودة الغذائية نموذجاً ناجحاً للشراكة بين القطاعين العام والخاص، حيث يساهم في تعزيز التنمية الاقتصادية للجهة، ودعم الاستثمار، وتطوير بيئة مواتية للمقاولات الصغيرة والمتوسطة، وتحسين شروط المنافسة. كما يعكس هذا المشروع التزام مجلس الجهة بإرساء تنمية مستدامة من خلال مشاريع مهيكلة وذات أثر ملموس على مستوى المجتمع المحلي.
آفاق التنمية والتنافسية
من المتوقع أن يسهم القطب الجديد في تعزيز مكانة جهة طنجة-تطوان-الحسيمة على خريطة الاستثمار الفلاحي والغذائي في المغرب، عبر تحسين إنتاجية الفلاحين، وتسهيل إجراءات الجودة والمراقبة، وإحداث فرص عمل جديدة للشباب المحلي. كما يمثل المشروع خطوة استراتيجية نحو تطوير سلاسل القيمة الغذائية في الجهة، وتحسين التثمين والتحويل الصناعي للمنتجات، بما يدعم الرؤية الوطنية لتعزيز تنافسية المغرب في السوقين الوطنية والدولية.
ويضع تدشين هذا المشروع الحجر الأساس لمستقبل أكثر استدامة في مجال الاستثمار الفلاحي والغذائي، مع التركيز على الابتكار، وتحسين جودة المنتجات، وإيجاد حلول متكاملة للفلاحين والمستثمرين، بما يحقق نقلة نوعية للقطاع الزراعي والصناعي على حد سواء