تكنو لايف

جارتنر تحذر من المخاطر الخفية للذكاء الاصطناعي التوليدي على المؤسسات


أشارت شركة جارتنر، المتخصصة في تحليل الأعمال والتقنيات الحديثة، إلى وجود نقاط ضعف حرجة ومخاطر غير متوقعة ترتبط بتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، داعية المؤسسات إلى التعامل مع هذه التحديات بشكل استباقي لضمان تحقيق القيمة المنشودة وتفادي فشل المشاريع القائمة عليها.



وقال أرون شاندراسيكاران، نائب الرئيس للأبحاث في جارتنر، إن تطور تقنيات وأساليب الذكاء الاصطناعي بوتيرة غير مسبوقة يصعب على مسؤولي تكنولوجيا المعلومات التكيف معها بسرعة، مشيراً إلى أن المؤسسات غالباً ما تركز على التحديات المباشرة مثل الأمن وجاهزية البيانات، لكنها تهمل الجوانب الخفية التي قد تؤثر على المدى الطويل. وتشمل هذه المخاطر: الاستخدام غير المصرح به للذكاء الاصطناعي، الديون التقنية، تراجع المهارات البشرية، متطلبات سيادة البيانات، ومشاكل الاعتماد على مورد واحد.

وأوضحت جارتنر أن الانتشار السريع لأدوات الذكاء الاصطناعي غير المصرح بها يشكل تهديداً حقيقياً، حيث أظهرت دراسة شملت أكثر من 300 مسؤول أمن سيبراني أن نحو 69% من المؤسسات تشتبه باستخدام موظفيها لأدوات غير مصرح بها، ما قد يؤدي إلى فقدان الملكية الفكرية وتسريب البيانات. وللتعامل مع هذه الظاهرة، يجب وضع سياسات واضحة، وإجراء تدقيق دوري، ودمج تقييم المخاطر ضمن عمليات تقييم الخدمات السحابية.

أما الديون التقنية، فتُعد من أبرز التحديات المستقبلية، حيث ستواجه نصف المؤسسات صعوبات في تحديث أنظمة الذكاء الاصطناعي وصيانة أصولها بحلول 2030. وأكد شاندراسيكاران على ضرورة وضع معايير لتوثيق الأصول ومتابعة مؤشرات الديون التقنية لتفادي تكاليف صيانة مرتفعة تؤثر على العائد المتوقع من هذه المشاريع.

كما أبرزت جارتنر أهمية مراعاة متطلبات سيادة البيانات، إذ ستطبق نحو 65% من الحكومات العالمية بحلول 2028 قيوداً على مشاركة البيانات العابرة للحدود، مما قد يبطئ نشر حلول الذكاء الاصطناعي ويزيد التكلفة الإجمالية للملكية.

وحذرت الشركة أيضاً من تراجع المهارات البشرية نتيجة الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي، داعية المؤسسات إلى تصميم حلول تكمل الخبرات البشرية بدلاً من استبدالها، لضمان استدامة المعرفة والقدرة على اتخاذ القرارات في المواقف الاستثنائية.

وأخيراً، شددت جارتنر على أهمية الاعتماد على المنظومات التقنية المفتوحة وقابلة للتشغيل البيني، لتجنب الاعتماد المفرط على مورد واحد، وضمان مرونة أكبر في التوسع والنمو المستقبلي.

وتؤكد هذه التحذيرات على ضرورة أن تكون المؤسسات واعية بالمخاطر الخفية للذكاء الاصطناعي التوليدي، وأن تتبنى استراتيجيات شاملة لإدارته بشكل آمن واستراتيجي، بما يحقق فوائد مستدامة ويعزز قدرتها التنافسية في المستقبل.

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الاثنين 24 نونبر 2025
في نفس الركن