في دراسة حديثة أجراها فريق من جامعة جنوب غرب الصين بمدينة شونغشينغ، حذر الباحثون من السماح للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و6 سنوات بالاستخدام المكثف لتطبيقات الفيديو القصيرة مثل "تيك توك". وأظهرت النتائج أن الإفراط في استخدام هذه التطبيقات يرتبط بزيادة السلوكيات العدوانية وتقليل التفاعل الاجتماعي الإيجابي، بما في ذلك الأفعال التي تعزز التعاون والمساعدة بين الأطفال.
وأكدت الدراسة، التي نشرت في المجلة البريطانية لعلم النفس التطوري، أن السنوات الأولى من حياة الطفل تعد مرحلة حرجة لبناء شخصيته ومهاراته الاجتماعية، وأن التعرض المفرط للشاشات الرقمية قد يعيق هذا التطور. كما شدد الباحثون على أهمية دور الآباء والمعلمين في ضبط استخدام الأطفال لهذه التطبيقات، ووضع حدود واضحة لضمان بيئة رقمية صحية وآمنة.
هذه التحذيرات ليست جديدة، إذ أظهرت أبحاث سابقة صلة بين الإفراط في استخدام الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي وبين السلوكيات السلبية والمشكلات النفسية لدى البالغين، ما يجعل المراقبة المبكرة للأطفال أمراً ضرورياً. كما ربطت حالات سابقة بين منصات رقمية مثل "تويتش" و"جيميناي" بمخاطر عدم حماية الأطفال بالشكل الكافي، مما يعكس الحاجة الملحة لوضع معايير صارمة لاستخدام التكنولوجيا.
في ظل هذا السياق، باتت المسؤولية على عاتق الأسر والمؤسسات التعليمية والمجتمع بشكل عام لضمان أن يكون التعرض الرقمي للأطفال محدوداً وموجهاً، بحيث يحافظ على تطورهم الاجتماعي والنفسي، ويعزز من قدراتهم على التواصل الصحي والآمن مع محيطهم. فالرقابة الحكيمة والتوجيه التربوي يمكن أن يحول التحدي الرقمي إلى فرصة تعليمية، بدلاً من أن يصبح مصدر قلق مستمر على سلوك الأطفال ومستقبلهم الاجتماعي