أخبار بلا حدود

تفتيش منزل رشيدة داتي بسبب شبهات فساد والحكومة الفرنسية تؤكد استمرار عملها كوزيرة


أوضحت الحكومة الفرنسية، عبر المتحدثة باسمها مود بريجيون، أن وزيرة الثقافة رشيدة داتي "لها كامل الحق في التواجد بالحكومة"، وذلك بعد عمليات التفتيش التي شملت منزلها الرسمي وبلديتها في الدائرة السابعة بالعاصمة باريس، ضمن تحقيق قضائي يركز على شبهات فساد محتملة. وأكدت بريجيون، في تصريحات لإذاعة RTL، على أن الوزيرة طالما أكدت براءتها، وأنها مفترَض براءتها إلى حين إثبات العكس، مشددة على أن داتي تؤدي "عملًا رائعًا في وزارة الثقافة".



ويأتي هذا التأكيد في وقت يواجه فيه المسار القضائي للوزيرة تدقيقًا متزايدًا بعد الاشتباه في تلقيها أتعابًا من شركة GDF Suez خلال فترة عملها كنائبة أوروبية بين عامي 2009 و2019، دون الإفصاح عن مصادر هذه الأموال أمام البرلمان الأوروبي، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية AFP عن مصادر مطلعة.
 

وفي سياق متصل، أصدر المدعي العام المالي بيانًا أوضح فيه أن التحقيق يشمل "تهم الفساد النشط والسلبي، واستغلال النفوذ، والاختلاس من الأموال العامة، وتلقي و غسيل هذه الجرائم المتعلقة بممارسة ولاية النائبة الأوروبية السيدة رشيدة داتي"، في إطار الإجراءات القضائية الجارية منذ سنوات.
 

وعقب تدقيقات مماثلة، كانت داتي قد أكدت في يونيو الماضي أن جميع الوثائق المحاسبية المتعلقة بهذه القضية قد فحصتها العدالة، مشيرة إلى أن "كل شيء مُصرح به وواضح جدًا"، في محاولة لطمأنة الرأي العام حول الشفافية المالية لمسارها السياسي.
 

وتجدر الإشارة إلى أن الوزيرة، المرشحة عن حزب الجمهوريين لرئاسة بلدية باريس، تواجه أيضًا قضية أخرى أمام المحكمة الجنائية منذ سبتمبر 2026، بتهم فساد واستغلال نفوذ، إلى جانب رجل الأعمال كارلوس غصن، وكلاهما ينكر الاتهامات الموجهة إليهما في هذا الملف القضائي الذي بدأ التحقيق فيه منذ 2019.
 

كما تشمل التحقيقات الأخرى التي تتعلق بها وزيرة الثقافة إمكانية عدم التصريح بالمجوهرات الفاخرة لدى الهيئة العليا للشفافية في الحياة العامة، وهو ملف أعلنت فيه داتي في مايو الماضي أنها ليس لديها "أي شيء لتسوية وضعيته"، مؤكدة على التزامها بالقوانين واللوائح المتعلقة بالشفافية والمسؤولية المالية.
 

يأتي هذا السياق في وقت يزداد فيه اهتمام الرأي العام الفرنسي بالملفات المالية والأخلاقية للمسؤولين، في ظل تصاعد الانتقادات للسياسات الحكومية وضغوط الأحزاب المعارضة، مما يجعل متابعة ملفات رشيدة داتي اختبارًا حقيقيًا لقدرة الحكومة على التوازن بين دعم مسؤولها السياسي ومراعاة قواعد العدالة والشفافية


عائشة بوسكين صحافية خريجة المعهد العالي للإعلام… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الجمعة 19 دجنبر 2025
في نفس الركن