فن وفكر

تطور صناعة السينما المغربية خلال العقد الأخير


شهدت السينما المغربية خلال العقد الأخير تحولات مهمة، انعكست على مستوى الإنتاج، نوعية الأعمال، ومدى حضورها على الساحة الدولية. فقد نجحت المملكة في فرض نفسها كفاعل ثقافي مهم في مجال صناعة الأفلام، مستفيدة من الدعم المؤسسي، تنامي المهرجانات السينمائية، والانفتاح على السوق العالمية.



1. تنامي الإنتاج السينمائي المحلي

ارتفع عدد الأفلام المنتجة في المغرب بشكل ملحوظ بين 2015 و2025، حيث تنوعت الموضوعات ما بين قضايا اجتماعية معاصرة، مثل حقوق المرأة، الهجرة، الهوية الثقافية، والفقر، إلى أعمال تاريخية وكوميدية. على سبيل المثال، أفلام مثل “عاشقة الأطلس” و*“باب البحر”* لاقت صدى واسعاً على المستوى الوطني والعالمي، وعكست قدرة المخرجين المغاربة على مزج السرد المحلي مع تقنيات سينمائية عالمية.

2. حضور دولي متزايد

ساهمت المهرجانات الدولية، مثل مهرجان مراكش الدولي للفيلم، في تسليط الضوء على السينما المغربية، وجعلت المملكة محطة أساسية لصناع الأفلام من مختلف القارات. العديد من الأفلام المغربية حصلت على جوائز في مهرجانات أوروبية وعربية، ما عزز الثقة في قدرة الصناعة الوطنية على المنافسة عالمياً. علاوة على ذلك، استفاد الشباب من هذه المنصات لتقديم مشاريع مبتكرة، ما أسهم في خلق جيل جديد من المخرجين والممثلين.

3. دعم المؤسسات والمنصات الرقمية

كان للدعم الحكومي والقطاع الخاص دور محوري في تطور السينما المغربية. إذ أطلقت وزارة الثقافة برامج تمويلية لتشجيع الإنتاج السينمائي، إضافة إلى إنشاء استوديوهات مجهزة بأحدث التقنيات. من جهة أخرى، أسهمت المنصات الرقمية مثل Netflix وShahid في وصول الإنتاج المغربي إلى جمهور أوسع، ما دفع المخرجين إلى ابتكار محتوى متنوع وجاذب.

4. التحديات المستمرة

رغم هذا التقدم، تواجه السينما المغربية تحديات عدة، أبرزها التمويل المحدود مقارنة بالمنتجات العالمية، صعوبة التسويق في الأسواق الخارجية، والحاجة إلى تدريب مستمر للكفاءات التقنية والفنية. كما أن مواجهة القرصنة والحقوق الرقمية تمثل عقبة أمام تحقيق أرباح مستدامة.

5. مستقبل السينما المغربية

يشير الخبراء إلى أن المستقبل واعد للسينما المغربية، خاصة مع تزايد المبادرات الخاصة بتنظيم ورشات تدريبية، وتطوير مدارس لتعليم فنون السينما. كما أن دمج التقنيات الحديثة، مثل المؤثرات البصرية والواقع الافتراضي، قد يفتح أفقاً جديداً أمام المخرجين المغاربة لتحقيق تميز فني وتنافس عالمي.

وخلال العقد الأخير، أثبتت السينما المغربية قدرتها على التطور والنمو، ونجحت في مزج الأصالة مع الحداثة، محققة حضوراً دولياً يليق بإرثها الثقافي. المستقبل أمامها يبدو مشرقاً إذا ما تم تعزيز الاستثمار في الكفاءات المحلية والبنية التحتية الفنية، وفتح أسواق جديدة داخل المغرب وخارجه.

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الأربعاء 31 دجنبر 2025
في نفس الركن