أخبار بلا حدود

ترامب يستبعد جنوب إفريقيا : لا دعوة لـقمة "العشرين" ولا دولار واحد من الدعم الأمريكي


أشعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلاً دولياً جديداً عندما كشف، اليوم الخميس، سبب غياب بلاده عن قمة مجموعة العشرين التي احتضنتها جنوب إفريقيا، معلناً أن القرار مرتبط بما وصفه بـ“تجاهل الحكومة الجنوب إفريقية لانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان”. وجاء موقفه عبر منشور مطوّل على منصته “تروث سوشيال”، حيث وجّه اتهامات مباشرة إلى بريتوريا بخصوص الوضع الذي يطال “الأفريكان وأحفاد المستوطنين الأوروبيين”.



 

وواصل ترامب في رسالته الهجومية القول إن السلطات الجنوب إفريقية “ترفض التعامل مع ما يحدث من عمليات قتل للبيض” وما يعتبره “استيلاءً تعسفياً على المزارع”. وأضاف أن واشنطن، في ظل هذه الظروف، لن تستمر في تقديم أي دعم مالي أو إعانات لجنوب إفريقيا، مؤكداً أن جميع أشكال التمويل “ستتوقف بالكامل”. ولم يفصح ترامب عن طبيعة تلك المساعدات أو قيمتها، لكنه ربط القرار بضرورة “اتخاذ إجراءات عقابية صارمة”.
 

وتجاوزت تصريحات ترامب الجانب المالي لتصل إلى الساحة الدبلوماسية، إذ أعلن أن بلاده لن تمد دعوة إلى جنوب إفريقيا للمشاركة في قمة مجموعة العشرين التي ستنعقد عام 2026 بمدينة ميامي. ويأتي هذا التهديد ليعكس توجهاً جديداً في تعامل إدارة ترامب مع الدول الإفريقية، خصوصاً بعد توتر العلاقات بين الجانبين في السنوات الأخيرة.
 

كما تطرّق الرئيس الأمريكي إلى ما جرى في اليوم الختامي للقمة، مشيراً إلى أن جنوب إفريقيا “رفضت تسليم رئاسة مجموعة العشرين لممثل رفيع المستوى من سفارة الولايات المتحدة كان حاضراً خلال مراسم الختام”. واعتبر هذا السلوك “دليلاً آخر” على ما وصفه بانعدام التعاون واحترام الأعراف الدبلوماسية.
 

وفي خلفية هذه المواجهة السياسية، يبرز سياق القمة التي احتضنتها مدينة جوهانسبرغ يومي 22 و23 نوفمبر، وهي أول قمة لمجموعة العشرين تُعقد على أرض إفريقية منذ عام 2010. وقد رأت العديد من العواصم الغربية في هذا الاختيار خطوة رمزية لتعزيز الدور القاري داخل النظام الاقتصادي العالمي، إلا أن الخلاف الأمريكي الجنوب إفريقي ألقى بظلاله على الحدث.
 

وتثير تصريحات ترامب نقاشاً واسعاً حول مدى انعكاس هذه الاتهامات على العلاقات بين واشنطن وبريتوريا، خصوصاً مع حساسية القضايا المرتبطة بالأرض وتوزيع الملكية داخل جنوب إفريقيا. وفي الوقت الذي لم تصدر فيه الحكومة الجنوب إفريقية ردّاً رسمياً مباشراً، تشير مواقف سابقة لمسؤوليها إلى رفض الرواية الأمريكية باعتبارها “مُسيّسة” و”غير دقيقة”.
 

ويتوقع مراقبون أن تتفاعل هذه القضية خلال الأسابيع المقبلة، خاصة في ظل تموقع إفريقيا في صلب التنافس الجيوسياسي العالمي، وتزايد حديث واشنطن عن إعادة صياغة علاقاتها مع القارة على أساس جديد، وهو ما قد يجعل من ملف حقوق الإنسان ورقة ضغط إضافية في العلاقات مع جنوب إفريقي


عائشة بوسكين صحافية خريجة المعهد العالي للإعلام… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الخميس 27 نونبر 2025
في نفس الركن