وأوضحت الأستاذة في معهد كارولينا، ماري فاهرين-هيرلينيوس، أن الجائزة هذا العام "تركز على فهم كيفية تحكمنا في جهازنا المناعي، بما يمكّن الجسم من مواجهة أي جرثومة يمكن تخيلها، دون التسبب في أمراض مناعية ذاتية"، مشيرة إلى أن هذا الاكتشاف يمثل ثورة علمية في الطب المناعي ويضع أساساً لتطوير علاجات مستقبلية للأمراض المناعية المزمنة والالتهابات المزمنة.
يُذكر أن جائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء أو الطب يمكن أن تُمنح لفائز واحد أو لفائزين أو ثلاثة في الوقت نفسه، شريطة أن تكون أبحاثهم مرتبطة بنفس الموضوع، ما يعكس الطبيعة التعاونية والعابرة للحدود في العلم الحديث. وقد ركز الفائزون هذا العام على دراسة الآليات الدقيقة التي يتحكم من خلالها الجهاز المناعي في التوازن بين الاستجابة الدفاعية وحماية أنسجة الجسم من الهجوم الذاتي، وهو موضوع يحمل أهمية كبيرة في تطوير اللقاحات والعلاجات المناعية الحديثة.
ويأتي منح هذه الجائزة في سياق استمرارية التقدير السنوي للإنجازات العلمية، إذ منحت العام الماضي جائزة نوبل في الطب للباحثين الأمريكيين فيكتور أمبروس وجاري روفكون لاكتشافهما الحمض النووي الريبوزي الميكرو ودوره في تنظيم الجينات، ما يؤكد استمرار الابتكارات العلمية في مجالات مختلفة من الطب وعلوم الحياة.
ويُعد إعلان جائزة علم وظائف الأعضاء أو الطب تقليدياً افتتاح الأسبوع السنوي لإعلان جوائز نوبل، حيث سيتم في الأيام التالية الكشف عن الفائزين بجوائز الفيزياء والكيمياء والآداب والسلام والاقتصاد، ما يعكس مكانة هذه الجوائز العالمية في تكريم الإنجازات التي تُسهم في تقدم البشرية على مختلف الأصعدة العلمية والثقافية والاجتماعية.
وسيتم تقديم الجوائز رسمياً في 10 دجنبر القادم، وهو تاريخ الذكرى السنوية لوفاة ألفريد نوبل (1833-1896)، مخترع الديناميت ومؤسس جوائز نوبل، حيث تحمل كل جائزة هذا العام قيمة نقدية قدرها 11 مليون كرونة سويدية، أي ما يعادل نحو 1.1 مليون دولار أمريكي. ويعد هذا المبلغ من بين أعلى الجوائز العلمية قيمة في العالم، ويعكس أهمية التقدير الدولي للبحث العلمي والابتكار