ويكشف تصميم المحطة وفق معايير “الجيل الجديد” عن بعد حضري يتجاوز الوظيفة التقنية إلى إضفاء طابع جمالي ومعماري يليق بمدينة عريقة مثل تازة. فإعادة تهيئة محيطها الخارجي، وإحداث فضاءات واسعة ومهيأة، يمنحان للمدينة معلمة حضرية جديدة، ويعيدان تشكيل جزء من هويتها العمرانية، بما يخلق قيمة رمزية ومجالية تتجاوز حدود التنقل.
كما يحمل المشروع بعداً اقتصادياً واعداً، إذ تراهن السلطات المحلية والمكتب الوطني للسكك الحديدية على تثمين الأراضي المجاورة للمحطة عبر استقطاب مشاريع مستقبلية في مجالات الإيواء الفندقي، السكن العصري، التجارة والخدمات، فضلاً عن المساحات الخضراء. وبذلك تتحول المنطقة المحيطة بالمحطة إلى قطب اقتصادي نابض، قادر على جذب استثمارات جديدة وإعادة توزيع دينامية التنمية داخل المدينة.
وفي كلمته خلال الافتتاح، أوضح المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، محمد ربيع لخليع، أن المحطة ليست مجرد وسيلة لتسهيل تنقل المواطنين، بل هي رافعة لتحسين جودة العيش وتوسيع خيارات السفر، خاصة بعد إطلاق خدمة "السوبراتور" التي ستربط الحسيمة بتازة ابتداء من 15 شتنبر الجاري، ما يمنح سكان الشمال الشرقي منفذاً إضافياً نحو باقي المدن المغربية عبر شبكة القطار.
أما وزير النقل واللوجستيك، عبد الصمد قيوح، فقد شدد على أن الإنجازات المحققة في قطاع السكك الحديدية تأتي في إطار رؤية ملكية متبصرة جعلت من النقل دعامة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. وأبرز أن إعادة تشغيل خط فاس – تازة يندرج في هذا التوجه، حيث سيمكن الساكنة من تنقل يومي أكثر مرونة، مع رحلات ذهاباً وإياباً تربط المدينتين في نفس اليوم.
إن تدشين محطة تازة الجديدة لا يمكن قراءته فقط في إطار تحسين العرض السككي، بل يتعين النظر إليه كلبنة إضافية في مشروع أوسع لإعادة تموقع المدينة داخل الخريطة الوطنية للتنمية. فهي ليست مجرد محطة قطار، بل فضاء مفتوح لاستثمارات متعددة، ورمز لانتقال تازة نحو مرحلة جديدة من تحديث بنياتها وتهيئة مستقبلها الاقتصادي