أثارت هذه التصريحات ضجة كبيرة، خاصة في إسرائيل التي حاولت تحريفها، حيث اتهمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتهديد لدولة إسرائيل، فيما شن وزير الخارجية جدعون ساعر هجومًا على سانشيز متذرعًا بغياب الوعي التاريخي الإسباني. هذه الردود تكشف حجم الإزعاج الذي يسببه موقف سانشيز لإسرائيل، خاصة أنه ليس مجرد ناشط أو شخصية إعلامية، بل رئيس وزراء دولة أوروبية كبرى قادتها لتحقيق نجاح اقتصادي ملحوظ، ما يعزز من تأثيره السياسي خارج حدود إسبانيا.
مسار سانشيز السياسي طويل ومعقد؛ إذ بدأ في صفوف الحزب الاشتراكي الإسباني منذ عام 1993، وشق طريقه عبر البرلمان الأوروبي والمجلس المحلي لمدينة مدريد، حتى أصبح زعيمًا لحزبه في 2014 بعد انتصار غير متوقع على المؤسسة الحزبية التقليدية. وعزز مسيرته بتولي منصب رئيس الوزراء في 2018 بعد تصويت بحجب الثقة عن الحكومة السابقة، محققًا نجاحًا استثنائيًا في الحفاظ على منصبه وتنفيذ إصلاحات اقتصادية واجتماعية لافتة.
على الصعيد الداخلي، يدعم سانشيز سياسات مرحبة بالمهاجرين ويعطي الأولوية للنمو الاقتصادي المستدام، مع التركيز على العدالة الاجتماعية وحقوق الأقلية، وهو ما أسهم في تعزيز شعبيته بشكل مستمر. أما في السياسة الخارجية، فقد شكل موقفه من الولايات المتحدة وإسرائيل امتدادًا لرؤية مبنية على المبادئ والأخلاق، بعيدًا عن المصالح الاقتصادية أو الضغوط السياسية التقليدية، ما يفسر موقفه الحاد تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة.
الانتماء التاريخي والثقافي لإسبانيا لعب دورًا أيضًا في تشكيل موقف سانشيز؛ فإسبانيا لم تشارك في الحرب العالمية الثانية، وأقامت منذ زمن علاقات وثيقة مع الدول العربية ومنظمة التحرير الفلسطينية، مستضيفةً مكتبها في مدريد منذ 1979. هذا الإرث السياسي والشعبي يعكس دعمًا واسعًا للفلسطينيين عبر مختلف التيارات، وهو ما انعكس في السياسة الإسبانية الحديثة، بما في ذلك الاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية عام 2024 وفرض عقوبات على إسرائيل ووقف صفقات الأسلحة.
ومع ذلك، يظل نطاق تأثير إسبانيا محدودًا نسبيًا على الصعيد الدولي، خاصة أمام القوة الأمريكية وإسرائيل، ما يجعل موقف سانشيز الرمزي والسياسي في الوقت ذاته تعبيرًا عن الالتزام الأخلاقي والقانوني، أكثر منه قدرة فعلية على تغيير مسار الحرب بمفرده.
خلاصة القول ما يفعله بيدرو سانشيز هو مزيج من الإرث التاريخي الإسباني، الالتزام الأخلاقي، والسياسات الداخلية الداعمة للعدالة الاجتماعية، إضافة إلى قدرة إسبانيا الاقتصادية والدبلوماسية على التأثير الجزئي، ليكون صوتًا بارزًا في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية على الساحة الأوروبية والدولية.
بقلم هند الدبالي مسار سانشيز السياسي طويل ومعقد؛ إذ بدأ في صفوف الحزب الاشتراكي الإسباني منذ عام 1993، وشق طريقه عبر البرلمان الأوروبي والمجلس المحلي لمدينة مدريد، حتى أصبح زعيمًا لحزبه في 2014 بعد انتصار غير متوقع على المؤسسة الحزبية التقليدية. وعزز مسيرته بتولي منصب رئيس الوزراء في 2018 بعد تصويت بحجب الثقة عن الحكومة السابقة، محققًا نجاحًا استثنائيًا في الحفاظ على منصبه وتنفيذ إصلاحات اقتصادية واجتماعية لافتة.
على الصعيد الداخلي، يدعم سانشيز سياسات مرحبة بالمهاجرين ويعطي الأولوية للنمو الاقتصادي المستدام، مع التركيز على العدالة الاجتماعية وحقوق الأقلية، وهو ما أسهم في تعزيز شعبيته بشكل مستمر. أما في السياسة الخارجية، فقد شكل موقفه من الولايات المتحدة وإسرائيل امتدادًا لرؤية مبنية على المبادئ والأخلاق، بعيدًا عن المصالح الاقتصادية أو الضغوط السياسية التقليدية، ما يفسر موقفه الحاد تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة.
الانتماء التاريخي والثقافي لإسبانيا لعب دورًا أيضًا في تشكيل موقف سانشيز؛ فإسبانيا لم تشارك في الحرب العالمية الثانية، وأقامت منذ زمن علاقات وثيقة مع الدول العربية ومنظمة التحرير الفلسطينية، مستضيفةً مكتبها في مدريد منذ 1979. هذا الإرث السياسي والشعبي يعكس دعمًا واسعًا للفلسطينيين عبر مختلف التيارات، وهو ما انعكس في السياسة الإسبانية الحديثة، بما في ذلك الاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية عام 2024 وفرض عقوبات على إسرائيل ووقف صفقات الأسلحة.
ومع ذلك، يظل نطاق تأثير إسبانيا محدودًا نسبيًا على الصعيد الدولي، خاصة أمام القوة الأمريكية وإسرائيل، ما يجعل موقف سانشيز الرمزي والسياسي في الوقت ذاته تعبيرًا عن الالتزام الأخلاقي والقانوني، أكثر منه قدرة فعلية على تغيير مسار الحرب بمفرده.
خلاصة القول ما يفعله بيدرو سانشيز هو مزيج من الإرث التاريخي الإسباني، الالتزام الأخلاقي، والسياسات الداخلية الداعمة للعدالة الاجتماعية، إضافة إلى قدرة إسبانيا الاقتصادية والدبلوماسية على التأثير الجزئي، ليكون صوتًا بارزًا في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية على الساحة الأوروبية والدولية.