وأشارت بنعلي إلى أن التحولات التي يشهدها الاقتصاد العالمي، خاصة تلك المرتبطة بالانتقال الطاقي والبحث عن بدائل صديقة للبيئة، جعلت المعادن مثل الليثيوم والكوبالت والنيكل والنحاس والمنغنيز والرسوبيات الفوسفاطية في قلب الصناعات المستقبلية. وفي ظل هذا التحول، تجد إفريقيا نفسها في موقع مؤهل للعب دور مركزي بفضل رصيدها الجيولوجي الهائل ومؤهلاتها البشرية.
وركزت الوزيرة في كلمتها على أن هذا الوضع يمنح القارة فرصة لإعادة التفكير في نماذجها التقليدية لتدبير الثروات، داعية إلى بناء تكتل إفريقي قادر على توحيد السياسات، وضبط معايير الاستغلال، والتحكم في سلاسل الإنتاج، بما يضمن احترام مبادئ الحكامة الجيدة والاستدامة والشفافية والمسؤولية الاجتماعية والبيئية.
ومن زاوية أخرى، شددت بنعلي على أن إعادة تشكيل سلاسل القيمة العالمية يمنح القارة لحظة مفصلية ينبغي استثمارها بشكل جماعي. وقالت إن إفريقيا مطالبة اليوم بتطوير آليات مشتركة للحكامة وتوطين القيمة الصناعية داخل ترابها، عوض الاكتفاء بتصدير المواد الخام دون استفادة حقيقية من عوائدها الصناعية.
وذكرت الوزيرة أن الدول الإفريقية تمتلك القدرة على بلورة نموذج موحد لتدبير قطاع المعادن، يقوم على تعزيز التكامل بين الدول المنتجة وتوفير إطار تنظيمي واضح يشجع الاستثمار ويضمن توزيعًا عادلاً للقيمة المضافة. كما اعتبرت أن نجاح الانتقال الطاقي عالميًا مرهون، بدرجة كبيرة، بإرساء إطار منصف لاستغلال المعادن الاستراتيجية التي أصبحت تشكل العمود الفقري للصناعات الخضراء.
وأضافت بنعلي أن المؤتمر المنعقد بمراكش يشكل مناسبة لإطلاق حوار إفريقي صريح حول مستقبل الثروات المعدنية، ولتبادل التجارب بين الدول، وبحث سبل بناء شراكات جديدة تراعي مصالح القارة وتضمن حضورها في سلاسل القيمة الدولية.