وقد جرت المناقشات في مقر وزارة الثقافة الفرنسية بحضور سميرة سيطايل، سفيرة المغرب بباريس. وتم التأكيد على أهمية تسريع تنفيذ المشاريع المشتركة في ضوء الديناميكية المتزايدة للعلاقات بين المغرب وفرنسا، التي يواصل الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دفعها نحو آفاق جديدة من الشراكة الاستراتيجية.
على هامش هذه المباحثات، ترأس الوزيران حفل استقبال تكريمي للوفد المغربي الذي يشارك في فعاليات مهرجان الكتاب بباريس، الذي اختار المغرب ضيف شرف لهذا العام. وفي هذا السياق، أعرب الوزير بنسعيد عن سعادته البالغة بهذه المبادرة التي يحتفي فيها المهرجان بالكتاب والصداقة الفرنسية المغربية. واعتبر أن هذا الحدث يجسد "الرابطة الوثيقة" بين البلدين، مبينًا أن "وحدة اللغة" والتفاهم العميق بين الشعبين المغربي والفرنسي يشكلان نقطة التقاء أساسية في العلاقة بينهما.
وفي كلمته أمام الحضور من الشخصيات الفكرية والثقافية والإعلامية والسياسية، أكد الوزير أن الصداقة بين المغرب وفرنسا تمثل أكثر من مجرد نموذج للعلاقات الدولية، بل هي نموذج "لمستقبل مشترك"، حيث يمكن تحويل التحديات المعاصرة مثل الهجرة والاختلافات الثقافية إلى فرص للتعاون والإبداع. وأشار إلى أن هذه الرؤية تُمثل أساسًا للتعاون المستدام، حيث تتعاون القيم الثقافية مع تطلعات الشعوب في بناء غد أفضل.
كما أوضح بنسعيد أن المغرب، بقيادة الملك محمد السادس، اختار الثقافة لتكون "أساسًا للنهضة"، مشيرًا إلى أن المملكة المغربية قد انخرطت على مدار 25 عامًا في مسار نمو مستدام يعزز الإدماج الاجتماعي، ويسعى لتحقيق التنمية الاقتصادية في إطار من الديمقراطية والشمولية على جميع المستويات.
وفي ختام كلمته، أكد بنسعيد أن هذه الصداقة بين المغرب وفرنسا لا تقتصر على تعزيز التعاون الثقافي فحسب، بل تمثل رؤية مقترحة للمستقبل، رؤية تتمحور حول بناء جسر ثقافي بين الضفتين، وتحقيق مصالح مشتركة تتجاوز الفوارق لتفتح آفاقًا جديدة من التفاهم والابتكار