اقتصاديات

بن جرير قبلة حوار عالمي حول صناعة الأسمدة ومسارات الاستدامة


في مدينة بن جرير، احتضنت جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية أشغال المؤتمر والمعرض الفني السنوي السابع والثلاثين لإنتاج الأسمدة، الذي ينظمه الاتحاد العربي للأسمدة بشراكة مع مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط. وجاءت نسخة هذا العام تحت شعار: "التقنيات الناشئة في صناعة الأسمدة: التوازن بين الإنتاجية والمسؤولية البيئية"، في لحظة دقيقة يزداد فيها النقاش حول كيفية إطعام سكان العالم المتزايدين مع الحفاظ على كوكب يئن تحت وطأة التغير المناخي.



الحدث استقطب أكثر من 600 مشارك من حوالي 50 دولة عبر العالم، ليجعل من بن جرير منصة حوارية دولية تبحث عن حلول مبتكرة تضع الأمن الغذائي والبعد البيئي على قدم المساواة، في مواجهة تحديات شائكة أبرزها تراجع الموارد الطبيعية وتزايد الطلب على الغذاء.

في كلمته الافتتاحية، أكد هشام الهبطي، رئيس جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، أن صناعة الأسمدة تواجه تحدياً مزدوجاً: إطعام سكان العالم وفي الوقت نفسه تقليص بصمتها البيئية. وشدد على أن الابتكار لم يعد خياراً بل ضرورة، مبرزاً أن الجامعة، بشراكة مع المكتب الشريف للفوسفاط، تعمل على تطوير جيل جديد من الأسمدة الذكية والصديقة للبيئة، ضمن رؤية تستحضر الإنسان والكوكب معاً.

أما يوسف الباري، الرئيس التنفيذي لشركة OCP Nutricrops، فقد شدد على أن صناعة الأسمدة العربية تعد ركيزة اقتصادية كبرى بفضل وفرة مواردها الطبيعية، مشيراً إلى أن الزراعة تمثل حجر الزاوية للأمن الغذائي العالمي. وأضاف أن مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط تعمل على إرساء تحول شامل نحو الزراعة المستدامة، مستندة إلى العلم والتعاون والرقمنة من أجل بناء مستقبل أكثر مرونة واستقراراً.

من جهته، أكد عبد الوهاب الرواد، نائب رئيس مجلس إدارة الاتحاد العربي للأسمدة والرئيس التنفيذي لشركة مناجم الفوسفات الأردنية، أن انعقاد المؤتمر في المغرب يعكس الدور الريادي للمملكة في دعم صناعة الأسمدة وتعزيز التعاون العربي والدولي لمواجهة تحديات الأمن الغذائي. ولفت إلى أن عدد سكان العالم الذي تجاوز 8 مليارات نسمة يضاعف الضغوط على القطاع الزراعي، مما يجعل الابتكار والتكنولوجيا رهاناً لا محيد عنه.

المؤتمر، الممتد على مدى ثلاثة أيام، لم يكن فضاءً للنقاش فحسب، بل منصة للعرض والتكريم أيضاً، إذ تضمن معرضاً دولياً بمشاركة 32 عارضاً من مختلف القارات، إلى جانب تتويج شركات وباحثين بجوائز الاتحاد العربي للأسمدة في مجالات الاستدامة والبحث التطبيقي. وقد حظي كل من مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بتكريم خاص تقديراً لدورهما في إنجاح الحدث ودعمهما المتواصل لمسار الابتكار في هذا القطاع.

بهذا، جسّد المؤتمر محطة بارزة تضع مدينة بن جرير في قلب النقاش العالمي حول صناعة الأسمدة، باعتبارها صناعة حيوية تمس الأمن الغذائي لمليارات البشر، وتعيد صياغة المعادلة بين الإنتاج والبيئة في زمن يفرض البحث عن حلول أكثر عدلاً واستدامة.

بقلم هند الدبالي 

بن جرير، الاتحاد العربي للأسمدة، المكتب الشريف للفوسفاط، الاستدامة، الأمن الغذائي، الابتكار، البيئة، إفريقيا، الفوسفاط.





الأربعاء 17 شتنبر 2025
في نفس الركن