وكان مصنع “تاتا أدفنسد سيستمز المغرب” (TASM) قد دُشّن في شتنبر الماضي بحضور مسؤولين مغاربة وهنود، في مقدّمتهم وزير الدفاع الهندي راجناث سينغ، الذي اعتبر المشروع “فصلًا جديدًا من الشراكة الاستراتيجية بين الهند والمغرب”. وقد عكس حفل التدشين مستوى الثقة السياسية والمؤسساتية بين البلدين، والدعم الذي وفّرته السلطات المغربية لإنجاح هذا الاستثمار الصناعي غير المسبوق.
ويكتسي المصنع أهمية خاصة لكونه أول وحدة إنتاج دفاعية هندية تُحدث خارج الهند، ما يمنحه بعدًا صناعيًا وجيوسياسيًا لافتًا. فإلى جانب تلبية حاجيات القوات المسلحة الملكية، يُنتظر أن يتحوّل المركّب إلى منصة إقليمية للتصنيع والتجميع، ومركزًا للبحث والتطوير في تكنولوجيا المركبات المدرعة، بما يعزّز موقع المغرب كشريك موثوق في سلاسل القيمة الدفاعية.
وأكد المسؤولون الهنود أن المشروع مرشّح ليصبح قطب تميّز في مجالات التصميم والهندسة والتصنيع، مع دور محوري في استقطاب الكفاءات الشابة، وتحفيز الابتكار، وتطوير حلول تقنية متقدمة قابلة للتصدير. كما يُنتظر أن يُسهم في نقل المعارف والخبرات، وخلق نسيج صناعي محلي داعم، عبر إدماج المقاولات الوطنية في منظومة التزويد والخدمات.
وفي السياق ذاته، أبرزت إدارة TATA Advanced Systems Limited أن اختيار برشيد لم يكن اعتباطيًا، بل استند إلى توفر البنية التحتية الصناعية واللوجستية، والقرب من مراكز التكوين، والدعم المؤسسي. واعتبرت الشركة أن المشروع يتجاوز منطق الاستثمار الظرفي، ليؤسس لشراكة طويلة الأمد قائمة على التنمية المشتركة، وخلق فرص شغل مؤهلة، وتعزيز التعاون التكنولوجي بين الرباط ونيودلهي.
بشراكة هندية… القوات المسلحة الملكية تتسلم أولى مدرعات WHAP 8×8 المصنّعة ببرشيد
كما يعكس هذا الإنجاز اتساع آفاق التعاون المغربي-الهندي، الذي عرف خلال السنوات الأخيرة دينامية متصاعدة في مجالات الطاقات المتجددة، والأسمدة، وتكنولوجيا المعلومات، والسياحة، قبل أن يمتد اليوم إلى قطاع الدفاع. ويُعدّ تسليم المدرعات المصنعة محليًا مؤشرًا عمليًا على نضج هذه الشراكة، وقدرتها على الانتقال من الاتفاقات إلى المشاريع الملموسة ذات الأثر الاستراتيجي