أخبار بلا حدود

بريطانيا تفقد مليارديراتها: حملة ضد الامتيازات الضريبية تُربك خارطة الثروة


في تحوّل لافت في المشهد المالي البريطاني، سجّلت قائمة "صنداي تايمز" السنوية للأثرياء تراجعًا حادًا في عدد المليارديرات المقيمين في المملكة المتحدة، بعد حملة واسعة شنتها الحكومة ضد نظام "غير المقيم الضريبي"، والذي لطالما وفّر ملاذًا ضريبيًا للنخبة الثرية العالمية.



تراجع تاريخي بعد 37 سنة من الصعود
لأول مرة منذ عقود، يُسجل هذا العدد من المليارديرات انخفاضًا بهذا الحجم. عدد المليارديرات انخفض من 165 في عام 2024 إلى 156 فقط في 2025، في ما وصفه خبراء المال بأنه أكبر تراجع تاريخي في قائمة صنداي تايمز التي توثق تحركات الثروات البريطانية منذ 37 سنة.
ورغم هذا التراجع، لا تزال عائلة هندوجا، بثروة تتجاوز 35 مليار جنيه إسترليني (نحو 46.6 مليار دولار)، تحافظ على صدارة القائمة.

حرب على الامتيازات الضريبية
يقف وراء هذا التغير الجذري قرار حكومة حزب العمال، برئاسة وزيرة الخزانة راتشيل ريفز، بإلغاء نظام "غير المقيم الضريبي" في أبريل الماضي.

هذا النظام كان يسمح لأفراد يقيمون في المملكة المتحدة فعليًا لكن تربطهم صلة ضريبية بدولة أخرى، بتجنّب دفع الضرائب على دخلهم العالمي.

من أبرز المستفيدين سابقًا من هذا الامتياز، أكشاتا مورتي، زوجة رئيس الوزراء السابق ريشي سوناك، والتي ظهرت مجددًا على قائمة الأثرياء، رغم انخفاض ثروتها من 651 إلى 640 مليون جنيه إسترليني.

هل يفقد الاقتصاد البريطاني جاذبيته؟
يرى مراقبون أن هذا الإجراء، رغم عدالته الاجتماعية، قد يُفقد بريطانيا جزءًا من جاذبيتها التاريخية كوجهة استثمارية للأثرياء العالميين.

وفي هذا السياق، قال روبرت واتس، محرر القائمة:
"نحن بصدد رصد هجرة صامتة للأثرياء. إلغاء الوضع الضريبي لغير المقيمين أغضب فئة كبيرة من الأغنياء الذين اعتادوا على استقرار ضريبي خاص بهم."

وأضاف واتس أن القائمة الجديدة تُظهر انحسار تدفق رؤوس الأموال الأجنبية إلى البلاد، وسط بيئة مالية أكثر صرامة.

ملك البلاد وفيكتوريا بيكهام ضمن الأثرياء
رغم التراجع العام، لا تزال القائمة تضم شخصيات شهيرة ومؤثرة، مثل:


الملك تشارلز الثالث بثروة تُقدّر بـ640 مليون جنيه؛

نجم الفورمولا 1 لويس هاميلتون؛

الثنائي ديفيد وفيكتوريا بيكهام؛

الموسيقي إلتون جون؛

والملحن الشهير أندرو لويد ويبر.

ثروة تتراجع ولكن السياق يتغير
يبدو أن العدالة الضريبية أصبحت أولوية سياسية واضحة في بريطانيا الجديدة، لكن الثمن قد يكون خروج استثماري لبعض كبار الأثرياء العالميين.

وإذا كان شعار المرحلة هو "تقليص الفجوة بين الطبقات"، فإن السؤال المطروح اليوم هو: هل يمكن تحقيق عدالة مالية دون أن نخسر جاذبية لندن العالمية؟

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الجمعة 16 ماي 2025
في نفس الركن