أخبار بلا حدود

بريطانيا: اعتقال فتاة في الـ13 من عمرها بسبب "سياسة ماكدونالدز"


في حادثة أثارت جدلاً واسعاً في بريطانيا، تم اعتقال فتاة تبلغ من العمر 13 عامًا إثر مخالفتها سياسة أحد فروع سلسلة مطاعم "ماكدونالدز". الحادثة، التي وقعت في أحد فروع المطعم في مدينة مانشستر، أسفرت عن إلقاء القبض على الفتاة بعد رفضها الامتثال لسياسات المتجر التي تشمل قواعد تتعلق باستخدام المرافق أو سلوك العملاء داخل الفرع.



تفاصيل الحادثة
بحسب ما نقلته وسائل الإعلام البريطانية، فإن الفتاة، التي كانت تتناول الطعام مع صديقاتها في الفرع، تعرضت للمسائلة من قبل أحد الموظفين بسبب تصرفاتٍ غير لائقة، حيث كانت قد انتهكت القوانين الداخلية الخاصة بالمطعم، مثل إشغال طاولات لأوقات طويلة دون شراء الطعام بشكل مستمر. ورغم محاولات التحاور مع الفتاة وشرح سياسات المطعم، تطور الموقف بشكل مفاجئ، حيث تم استدعاء الشرطة، والتي وصلت إلى المكان وقامت باعتقال الفتاة بسبب "السلوك المزعج" وعدم الامتثال لتعليمات الموظفين.

ردود فعل واسعة
هذا الاعتقال أثار صدمة وانتقادات على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر الكثير من المستخدمين عن استيائهم من الطريقة التي تم التعامل بها مع فتاة صغيرة في السن، معتبرين أن مثل هذه الإجراءات مبالغ فيها للغاية.

الحقوقيون والمدافعون عن حقوق الأطفال وصفوا الحادثة بأنها "مفرطة في رد الفعل"، وأكدوا على ضرورة احترام حقوق الأطفال في الأماكن العامة. كما تساءلوا عن مدى صحة الاعتقال في ظل أن الفتاة لم تكن قد ارتكبت أي جريمة خطيرة، بل كان الأمر يتعلق بمخالفة لقوانين داخلية لمطعم تجاري.

موقف ماكدونالدز
أصدر فرع ماكدونالدز في مانشستر بيانًا رسميًا أكد فيه أن الشرطة اتخذت الإجراء بعد أن قام الموظفون بتحذير الفتاة مرارًا بسبب التصرفات التي اعتبرها موظفو المطعم مزعجة. وأوضح البيان أن المطعم يلتزم بتطبيق سياسات صارمة للحفاظ على أجواء مريحة وآمنة لجميع العملاء.

إلا أن إدارة ماكدونالدز أكدت أيضًا في بيانها أنه سيتم إعادة تقييم الإجراءات الداخلية المتعلقة بالتعامل مع الحالات المشابهة في المستقبل، للحد من حدوث مواقف مشابهة، على الرغم من تمسكهم بحماية بيئة آمنة للعملاء.

جدل حول الإجراءات الأمنية
الحادثة أثارت أيضًا تساؤلات حول دور الشرطة في مثل هذه القضايا. هل كان من الضروري حقًا استدعاء الشرطة لإيقاف فتاة في سن الـ13 بسبب مخالفة بسيطة في مطعم؟ يرى بعض النقاد أن هذه الحادثة تسلط الضوء على الفراغ في بعض السياسات الأمنية في بريطانيا، وتطرح أسئلة حول طرق تعامل الشرطة مع القضايا الصغيرة، خاصة إذا كانت تخص أطفالاً.

التفاعل المجتمعي والحقوقي
عقب الحادث، انتشر وسم "JusticeForThe13YearOld" على مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبًا بإجراء تحقيق في الحادثة، خصوصًا في ما يتعلق بالطريقة التي تم بها التعامل مع الفتاة. وقد أعرب البعض عن قلقهم من أن تتكرر مثل هذه الحوادث مع أطفال آخرين في المستقبل بسبب سياسات غير واضحة في بعض الأماكن العامة.


وفي النهاية، تبرز هذه الحادثة كدليل على التعقيدات التي قد تنشأ جراء تطبيق سياسات صارمة في الأماكن العامة، وكيف يمكن أن تتحول مواقف بسيطة إلى أزمات اجتماعية. لا شك أن هذه الحادثة ستظل محط اهتمام واسع في المرحلة القادمة، وقد تسهم في إعادة النظر في طرق التعامل مع القاصرين في مثل هذه المواقف.

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الاثنين 18 أغسطس/أوت 2025
في نفس الركن