وجرى الكشف الرسمي عن هذا الإصدار الطوابعي يوم الثلاثاء 16 دجنبر 2025 بالعاصمة الرباط، خلال حفل حضره المدير العام لمجموعة بريد المغرب، أمين بنجلون التويمي، ورئيس المجلس الوطني لهيئة الموثقين بالمغرب، الأستاذ عادل البيطار، إلى جانب عدد من الفاعلين والمهنيين، حيث شكل اللقاء مناسبة لاستحضار المحطات البارزة في تاريخ مهنة التوثيق، والتأكيد على دورها الحيوي في تكريس سيادة القانون وضمان استقرار المعاملات وحماية المتعاقدين.
وأكد المتدخلون بالمناسبة أن هذا الطابع التذكاري لا يقتصر على كونه إصدارا فنيا أو توثيقيا، بل يحمل رسالة رمزية تعكس الاعتراف المؤسسي بمكانة الموثق ودوره المحوري في ترسيخ الثقة بين الأطراف، وتأمين المعاملات القانونية، والمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، من خلال توفير إطار قانوني سليم يحمي الاستثمار ويصون الحقوق.
ويتميز هذا الإصدار بتصميم بصري غني بالدلالات، يجمع بين العمق التاريخي للمهنة وآفاقها المستقبلية، حيث تتوسطه الوثيقة التذكارية المرتبطة بشعار المئوية وخريطة المغرب، في إشارة واضحة إلى الامتداد الوطني لمهنة التوثيق، كما يزدان برسومات لمعالم بارزة من مدينة الرباط، تجسد الذاكرة الجماعية والدور التاريخي للمؤسسات الوطنية في بناء الدولة الحديثة.
وفي المقابل، يبرز برج محمد السادس ضمن عناصر التصميم كرمز للحداثة والتحول، معبّرا عن انفتاح مهنة التوثيق على العصر الرقمي والتطور التكنولوجي، وسعيها إلى تحديث آليات العمل وتبسيط المساطر ومواكبة متطلبات الأمن القانوني في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية المتسارعة.
ويأتي هذا الإصدار الطوابعي في سياق وطني يتسم بتعزيز الإصلاحات القانونية والمؤسساتية، حيث تشكل مهنة التوثيق ركيزة أساسية في منظومة العدالة التعاقدية، وحلقة وصل بين المواطن والمؤسسات، ما يجعل الاحتفاء بمئويتها مناسبة للتفكير في سبل تطويرها وتأهيلها لمواجهة تحديات المستقبل، مع الحفاظ على رسالتها الأساسية القائمة على النزاهة والاستقلالية وحماية الحقوق