وأوضحت الوزارة أن وكالة الحوض المائي اللكوس شرعت في تنزيل مشروع تجريبي بسد طنجة المتوسط الواقع بإقليم الفحص أنجرة، يرتكز على تثبيت ألواح شمسية عائمة فوق سطح المياه، بهدف مزدوج: تقليص معدل تبخر المياه، وإنتاج الكهرباء النظيفة.
ويطمح المشروع إلى تحقيق ثلاث غايات مترابطة: أولًا، تشجيع تطوير الطاقات المتجددة في المناطق المحيطة؛ ثانيًا، تزويد المركب المينائي طنجة المتوسط بجزء من حاجياته من الكهرباء؛ وثالثًا، حماية المخزون المائي من التبخر المتسارع بفعل التغيرات المناخية.
من الناحية التقنية، تبلغ قدرة هذا المشروع الإنتاجية 13 ميغاواط من الكهرباء النظيفة، وهي قدرة تُعد مهمة بالنظر إلى موقع المشروع الاستراتيجي. كما سيضم المشروع 22,624 لوحة شمسية تُغطي مساحة تُناهز 10 هكتارات فوق مياه السد، ما يشكل سابقة على المستوى الوطني في توظيف الفضاءات المائية غير المستغلة في إنتاج الطاقة.
ولتأمين تثبيت هذه الألواح فوق سطح السد، سيتم الاعتماد على 404 دعامة متينة، تأخذ بعين الاعتبار مختلف المتغيرات المناخية، وتتكيف مع تغيّر مستوى المياه، والذي قد يصل أقصاه إلى 44.5 مترًا داخل حقيبة السد.
وتتوقع الجهات المشرفة أن تنتهي أشغال المشروع في أفق غشت 2025، ليُصبح نموذجًا قابلاً للتكرار في عدد من سدود المملكة. كما يندرج هذا المشروع في إطار رؤية أوسع لجعل البنيات المائية رافعة للتنمية المستدامة، وتوظيفها في التحول الطاقي الذي يعززه المغرب كخيار استراتيجي.
هذا النموذج الجديد يُبرز كيف يمكن للسياسات العمومية أن تدمج بين الأمن المائي والانتقال الطاقي، مع تقديم حلول مبتكرة تواكب التحولات البيئية العالمية، وتضع المغرب في مصاف الدول الساعية إلى تحقيق التنمية المستدامة بوسائل ذكية ومتعددة الوظائف