بدأت مراسم التشييع بأداء صلاتي العصر والجنازة في مسجد الشهداء، قبل أن يُنقل الجثمان إلى المقبرة حيث ووري الثرى وسط أجواء مفعمة بالحزن والتقدير، في لحظة وداع لرجل ترك بصمة بارزة في الحياة الفكرية والسياسية المغربية، وساهم لسنوات في توثيق الذاكرة الوطنية ومرافقة الأحداث الكبرى للمملكة.
وقد خيم الصمت المكلوم على الحضور أثناء تلاوة آيات من الذكر الحكيم ورفع الدعاء للفقيد، سائلين الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته. كما رفع الحاضرون أكفهم بالدعاء للملك محمد السادس، داعين له بطول العمر والحفظ والتمكين، ولولي العهد الأمير مولاي الحسن بالتوفيق والسداد، وللأمير مولاي رشيد وكافة أفراد الأسرة الملكية بالصحة والسلامة.
وكان جلالة الملك محمد السادس قد بعث ببرقية تعزية مؤثرة إلى أسرة الراحل، عبر فيها عن بالغ حزنه وأصدق مواساته في فقدان رجل عُرف بإخلاصه وثقافته الغزيرة، وبدوره الكبير في إغناء الخزانة الوطنية بأعمال وإصدارات مرجعية تخلّد إسهامه العلمي والفكري.
وأكد جلالته أن عبد الحق المريني كان أحد أعمدة المشهد الثقافي الوطني، مبرزاً إخلاصه ووفاءه لمقدسات البلاد ومؤسساتها، وحرصه الدائم على ترسيخ الذاكرة التاريخية للمملكة. وفقده، كما جاء في البرقية، لا يمثل خسارة لأسرته فحسب، بل للوطن بأسره