كتاب الرأي

اي عالم للمستقبل يا شباب؟!!!


إننا حاليا في عصر التناقصات بالجملة و التقسيط آليات متطورة و عقول متخلفة و النتيجة سخافات أكثر مما يخطر على بال أحد... فقر العامة المذقع و غنى النخبة الفاحش.. غزو الفضاء مقابل شعوب تعاني الجهل و المرض.. و في زمن حقوق الإنسان تتطورت همجية الحروب بأسلحة الدمار الشامل في الفتك بالضحايا العزل و إسقاط الدور على ساكنيها المدنيين الأبرياء و هدم المستشفيات على المرضى و الأطباء و الممرضين و محاصرة شعوب لإبادتهم جوعا و عطشا...



و لذلك فإن الزمن لا يتوقف و لا ينتظر حتى بستيقظ الأغبياء من غباوتهم.. و عليه فهم يلجؤون إلى المكر و التدليس علهم يسابقون الزمن افتراضيا و ليس واقعيا و هكذا دواليك فيصبح المكر و التدليس سيد الموقف يعرقل التنمية و يتجه بأتباعه و عملائه الأغبياء و الأكثر غباء و دهاقنة النفاق إلى مراكمة  أخطاء التذبير و التسيير بمزيد من  التخلف و الغطرسة و الانجرار إلى حضيض أسفل درجات الجهل و إخفاق  مشاريع التنمية...


و من ثمة فإن الحزن يا شباب العالم، الذي لا خيار لنا فيه على وزن حوار الصم الاجتماعي و السياسي، بحر صاخب، عتو موجه يهز مراكب الوجود فينا و يثير احاسيسنا العميقة قورة عارمة للإبحار ضد الخنوع و الإستسلام نحو لحظات فرح  نادرة و صدفات سعادة غير مكتملة...   فتتعاقب علينا السنوات و الإنتخابات و التناقضات و الإنتظارات و الإحتجاجات الى لا شيء في الفضاء يبشر بغد جميل غير مزيد من الغباء و الإخفاق و مزيد من الانتظارات بلا جدوى...


تمسكوا يا شباب العالم!  بقيمكم الوطنية و الإنسانية و بحقوقكم و واجباتكم  الدستورية و انخرطوا جميعا و بكثافة حسب الإمكان في المعترف بها رسميا في بلدانكم من تنظيمات حزبية و نقابية و جمعيات المجتمع المدني الحقوقية و الثقافية و العلمية و الفنية و الرياضية،... كل حسب اختياره و توجهه، و كونوا فاعلين منتجين بآرائكم و نقاشاتكم و شاركوا في بناء المستقبل كل من موقعه و إمكانياته الفكرية و الثقافية و التقنية  ( طلبة أو موظفون أو  أجراء أو أطر تقنية و مهنيون،... ) لتجاوز الهوة السحيقة بين التشريع القانوني الذكي و بين غباوة التنزيل و غياب التطبيق على أرض الواقع،  فلا تكونوا مستهلكين بدون اختيار حر و نقد عقلاني موضوعي، ساهموا في الرفع من منسوب الوعي الفكري و السياسي و الحقوقي و الصحي في أوساطكم الاجتماعية بالحواضر و القرى...


هناك في الأحوال العامة من يبرر النهب و الجشع إلتفافا على القانون بالتعويضات عن المهام  ( ما دام تعدد هذه المهام لا يخضع لحالات التنافي ) 

كما في الأحوال الشخصية هناك من يطالب بمنع تعدد الزوجات في المجتمع الإسلامي و العشيقات في مجتمعات أخرى ثم يغض الطرف عن ممارسته  خفاء تحت غطاء الأعراف أو حقوق الإنسان و الحريات الفردية...


إنه في كلتا الحالتين فراغ تشريعي و تأويل سياسي  يتم استغلاله حتى إشعار آخر... 

و عموما يا شباب العالم! أعدوا العدة استعدادا للتغيرات المهنية و التكنولوجية و الرقمية القادمة في المستقبل القريب و التي ستؤدي إلى انتفاء المهن الحالية و انزلاقها إلى أن تصبح أثار أطلال ماضية، كرها لا اختيارا، أمام التطور الفوري و السريع في مجال الإعلاميات الإلكترونية و الرقمية و الاستنساخ الثلاثي الأبعاد  في جميع المجالات الصناعية و العمرانية و الصحية و التعليمية،... فأعدوا العدة  بالتركيز على مواصلة التكوين الشخصي في مجالالت اللغات الحية ( للتواصل و الإسهام في تحقيق الوحدة الإنسانية المنشودة ) و في مجالات الإعلاميات الإلكترونية و الرقمية لتنمية و مواكبة التطورات المستقبلية المدهشة و الهائلة...


أما التاريخ المدون عن الماضي فهو معطى مادي بين أيدينا فليس مطلوبا تكذيبه أو تصديقه إنما دراسته بالتحليل و النقد و الحفر الأركيولوجي للبحث فيما بين السطور و فيما وراء الخبر. اقتداء بمبدع علم العمران عبد الرحمان إبن خلدون و غيره من المبدعين المعاصرين المجددين في مجالات العلوم الإنسانية...


أما التاريخ المستقبلي، فمسؤولية بناء صرحه تعود للحاضر المعاين و المشهود رسميا كان أو شعبيا مع تطور وسائط التواصل الاجتماعي. و الذي ستصبح ملكيته إرثا للأجيال القادمة تؤيده أو تضحضه آنئذ حسب متطلبات عصرهم الفكرية و العلمية...

أليس الكون بين انقباض و اتساع متواصل 
كالمد و الجزر حركة متواثرة بكل أبعادها الكونية؟!!

إن حركة الحياة مستمرة من أدق الجزئيات إلى مد البحر و جزره إلى انقباض الكون و اتساعه في محاكاة لحركات القلب المتواثرة.. الفرق فقط في المسافة الزمنية و طول أو قصر الحيز الزمكاني...


 أما إذا كان الصمت بعد الملاحظة من باب طيبة الخلق فإن بعضه علامة للرضى أو القهر و كثيره قد يكون ترفعا، إما رفضا أو جهلا بالمبتغى،... فتبقى الطيبة الأصل طبعا راسخا و ليس تطبعا، ذلك أن التطبع ليس إلا متغيرة سلوكية متحولة حسب الظروف. أما رضى الناس فمن رضى الذات و إلا كان استعباطا و استعبادا...


و في الختام أهديك عزيزي / تي القراء/ ة بضعا من الشعر تحت عنوان:

  <<   قبل الموعد  >>

هناك قبل الموعد                      
حيثما أنني لم أذهب
أرى أنوار الشروق بين كثافة السحب
بسمة الجواهر
عيون لؤلؤ و مرجان
و لون آفاق الغروب في خجل الخدود
دموع الدم القاني و عواصف القلوب
هناك قبل الموعد
أجدني حاضرا طواف الصفى و التيه 
 أجدني فيما وراء ضفة انتظاري الأبدي 
ألامس نقوش الموقد 
ذكرياتي الغامضة
علّه جناح النورس يدلني أرى هدهد العهد القديم
عله موج الدهر بيدي 
أمسك رواحل الطوفان العظيم
حيثما أنني لم  أذهب 
أجدني راكبا رياح السؤال أرق المتاهات
 غائبا حاضرا 
أعناق شط الحياة و الممات
حيثما أنني لم أذهب
أرى أنوار الشروق بين كثافة السحب
دموع الدم القاني و عواصف القلوب
هناك قبل الموعد
حيثما لم أذهب 
بسمة جواهر و لؤلؤ و مرجان
و لون آفاق الغروب في خجل الخدود
أغور غور الأزل 
بعد آلاف انبعاثي 
 أجدني فيما وراء ضفة انتظاري الابدي

 بقلم علي تونسي

Sara Elboufi
سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة مقدمة البرنامج الإخباري "صدى الصحف" لجريدة إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الخميس 25 يناير 2024

في نفس الركن
< >

              

















تحميل مجلة لويكاند


القائمة الجانبية الثابتة عند اليمين





Buy cheap website traffic