ويهدف المهرجان إلى إبراز الأبعاد الثقافية والرمزية لهذا الفن التقليدي، والدفع به ليكون رافعة للتنمية المحلية، لاسيما في جهة سوس ماسة التي تحتضن إرثاً غنياً في مجال الحرف اليدوية. وشهد حفل الافتتاح حضور مسؤولين وفاعلين من مختلف القطاعات، من ضمنهم الحسن السعدي، الكاتب العام المكلف بالصناعة التقليدية، الذي وصف هذه الدورة بـ"دورة النضج"، مشدداً على أن تنظيمها تحت الرعاية الملكية يكرس العناية الخاصة التي يوليها الملك محمد السادس للتراث الحرفي المغربي.
وأوضح السعدي أن قطاع الحلي والمجوهرات الفضية يحظى بأولوية في السياسات العمومية المرتبطة بالصناعة التقليدية، نظراً لما يوفره من فرص للشغل وسبل للتمكين الاقتصادي، خصوصاً لفائدة النساء والشباب. كما كشف عن إطلاق تصور جديد يحمل اسم "إيكوسيستم الفضة"، يهدف إلى تقوية سلاسل الإنتاج وضمان التموين المنتظم بالمادة الأولية، وتعزيز قدرات التكوين والابتكار والتسويق الرقمي.
وتم بالمناسبة التوقيع على اتفاقية إطار متعددة الأطراف تضم عدداً من الوزارات والمؤسسات العمومية والتمثيليات المهنية، ترمي إلى دعم إدماج الشباب والنساء في هذا القطاع وتوسيع نطاق المشاركة في المعارض الوطنية والدولية، تحت إشراف مؤسسة "دار الصانع". كما تشمل الاتفاقيات مشاريع لتأهيل البنيات التحتية الحرفية، وتوفير فضاءات للتكوين والعرض بعدد من الجماعات الترابية بالإقليم.
وأشار السعدي إلى تقدم الأشغال في مشروع تأهيل مجمع الصناعة التقليدية بتيزنيت، إلى جانب مشاريع أخرى مثل “دار الاقتصاد الاجتماعي والتضامني” بمركز بوركوز، التي ستشكل منصة لتعزيز الإدماج الاقتصادي وتحسين ظروف عمل الحرفيين.
وتتميز دورة هذه السنة بمشاركة حرفيين من دول عدة، من بينها تركيا والهند وإيطاليا والنيبال، ما يُعزز فرص تبادل التجارب والخبرات، والاطلاع على تقنيات حديثة تساهم في تطوير هذا الفن مع الحفاظ على أصالته المغربية