أسرتنا

انتفاخ وخدر اليدين والقدمين أثناء الحمل.. متى يكون أمراً عادياً ومتى يدق ناقوس الخطر؟


خلال أشهر الحمل، تكتشف كثير من النساء تغيرات جسدية غير مألوفة، من بينها انتفاخ اليدين والقدمين، أو الشعور بالخدر والوخز في الأصابع. ورغم أن هذه الأعراض قد تثير القلق، فإنها في الغالب جزء طبيعي من التغيرات التي يمر بها جسم الحامل، خصوصاً مع تقدم الحمل. لكن يبقى السؤال: متى يكون الانتفاخ طبيعياً؟ ومتى يتحول إلى علامة تستدعي الانتباه الطبي؟



​لماذا يحدث الانتفاخ أثناء الحمل؟

يحدث الانتفاخ نتيجة تغيّرات فسيولوجية ضرورية لدعم نمو الجنين، غير أن تفاعل عدة عوامل داخل الجسم يجعل هذه الظاهرة أكثر وضوحاً لدى بعض النساء مقارنة بغيرهن.

زيادة السوائل في الجسم.. السبب الأول
منذ الأسابيع الأولى للحمل، يزداد حجم الدم والسوائل في جسم الأم بشكل تدريجي، بهدف إيصال الأكسجين والعناصر الغذائية للجنين. هذا الاحتباس الطبيعي للسوائل يؤدي إلى تراكمها في الأنسجة، خصوصاً في اليدين والقدمين والكاحلين، ويكون أكثر وضوحاً في نهاية اليوم أو بعد الوقوف لفترات طويلة.

ضغط الرحم على الأوردة
مع نمو الرحم، يزداد الضغط على الأوردة الكبيرة في منطقة الحوض، ما يعرقل عودة الدم من الساقين إلى القلب. هذا الخلل المؤقت في الدورة الدموية يساهم في تراكم السوائل في الأطراف السفلية، مسبباً تورماً في القدمين والكاحلين، وقد يمتد أحياناً إلى اليدين.

الهرمونات.. عامل خفي لكنه مؤثر
تلعب هرمونات الحمل، مثل البروجيسترون والإستروجين وهرمون الحمل (hCG)، دوراً أساسياً في ارتخاء جدران الأوعية الدموية. هذا الارتخاء يسمح بتسرب السوائل إلى الأنسجة المحيطة بدل بقائها داخل الأوعية، ما يؤدي إلى ظهور الانتفاخ بشكل أوضح، خاصة في الثلثين الثاني والثالث من الحمل.

انتفاخ طبيعي أم حالة طارئة؟
ينقسم الانتفاخ أثناء الحمل إلى نوعين رئيسيين.
الانتفاخ الطبيعي يكون تدريجياً، خفيفاً إلى متوسط، ويتركز في اليدين والقدمين والكاحلين، ويخف عند الراحة أو رفع القدمين.
أما الانتفاخ الطارئ، فيظهر بشكل مفاجئ، وقد يصاحبه تورم في الوجه، صداع شديد، تشوش في الرؤية، أو ارتفاع في ضغط الدم، وهي علامات قد تشير إلى مضاعفات خطيرة مثل تسمم الحمل، ما يستدعي مراجعة الطبيب فوراً.

عوامل تزيد من حدة الانتفاخ
هناك ظروف قد تجعل الانتفاخ أكثر وضوحاً، مثل الحمل بتوأم، الذي يزيد الضغط على الأوردة، أو الطقس الحار والرطوبة المرتفعة التي توسّع الأوعية الدموية. كما أن الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة، والنظام الغذائي الغني بالملح، كلها عوامل تُفاقم احتباس السوائل وتزيد من التورم.

كيف يمكن التخفيف من الانتفاخ بشكل طبيعي؟
رغم صعوبة تجنبه تماماً، يمكن التقليل من الانتفاخ باتباع خطوات بسيطة، من بينها رفع القدمين عند الجلوس أو النوم، ممارسة المشي وتمارين الحمل الخفيفة، شرب كميات كافية من الماء، وتقليل استهلاك الملح. كما يُنصح بارتداء أحذية وملابس مريحة تساعد على تحسين تدفق الدم.

نصائح يومية بسيطة لكنها فعالة
تجنّب الوقوف الطويل دون حركة، تقسيم الوقت بين الجلوس والوقوف، استخدام وسادة لدعم القدمين، وممارسة تمارين التنفس العميق والاسترخاء، كلها عادات يومية تساعد على تنشيط الدورة الدموية وتقليل احتباس السوائل، إلى جانب تحسين الراحة النفسية للحامل.

متى يجب مراجعة الطبيب؟
يُنصح بمراجعة الطبيب فوراً في حال ظهور تورم مفاجئ في الوجه أو اليدين، صداع شديد أو اضطرابات في الرؤية، ألم حاد في الصدر أو أسفل البطن، أو احمرار وألم شديد في إحدى الساقين، فقد تكون هذه علامات على مضاعفات تتطلب تدخلاً طبياً عاجلاً.

هل يختفي الانتفاخ بعد الولادة؟
في أغلب الحالات، يبدأ الانتفاخ في التراجع بعد الولادة مباشرة، ويستعيد الجسم توازنه تدريجياً خلال الأسابيع الأولى. وقد يستمر التورم لفترة قصيرة بعد الوضع، لكنه يكون غالباً طبيعياً ولا يدعو للقلق.




الأربعاء 24 دجنبر 2025
في نفس الركن