كتاب الرأي

الوعي التاريخي ، حقيقة التاريخ مقدسة لا يمكن تحريفها أو تجاوزها خدمة لمؤامرات مفضوحة….!؟.


إذا كان التاريخ حقيقة ثابتة ، أو أنه يعمل من أجل تحقيق هذه الغاية السامية .في إطار تطور أو صيرورة تاريخية تؤدي إلى نهاية التاريخ وتؤكد على بدايته في إطار حدث ، في صناعة التاريخ من طرف الإنسان الفاعل في اللحظة التاريخية .ولهذا فإن الإنسان ليس خارج التاريخ ، بل هو من عوامله الداخلية الفاعلة ، والمنفعلة ، وليست عمليات التاريخ دون غاية .أن الوعي بأن التاريخ نهاية وجوده العظيم للوعي التاريخي ، جعل التاريخ كعلم وثيق الصلة بالتطور العام للحركة الفكرية والمذهبية بشكل عام .



بقلم الدكتور مصطفى بلعوني

فإذا كان التاريخ له بداية ونهاية ، فنهايته تبتدى بدايته وهكذا دواليك في إطار منهاج معين أو منهجية علمية ، مستقيم ،دائري …حلزوني ..إلى آخره. 

كما أن الجغرافية تصون التاريخ ، خاصة إذا كان ينطلق من مورفولوجيتها الطبوغرافية ، والتي تساهم في صناعته ، ولهذا فإن المؤرخين وفلاسفة التاريخ  يعتبرون في منهجهم أن كلمة "الاستغرافية " كافية لتأكيد حقيقة التاريخ في أصوله الاجتماعية أو الثقافية والحضارية كما أن الزمكان يلعب دورا حاسما في تقوية الحدث التاريخي ، المتشكل من وعي جمعي .، تساهم فيه الجماعة البشرية .سواء،دولة ،  أو حركة ،  أو أي مصدر فاعل في التاريخ وصناعة الحدث .كآلية  ، نريد منها فهم التاريخ أو الحدث الذي صنعه .الإنسان. يكمن ذلك في تأسيس الدول .أو الانتصار في المعارك أو إنجاز معالم ،تؤرخ للفترة التاريخية ومنتسبيها أو القيام بمفاخر تنفع الإنسانية. 
ولهذا يجب على  التاريخ أن يصان لكي لا يحرف ولا يمكن تجاوزه حقائق التاريخ وهذا هو الوعي التاريخي الذي ينقل إلى كل الأجيال عبر السنين والعصور.ويحتفظ به في الذاكرة الجماعية ، ويثبت شرعية الفعل للأمة بكل امتداداتها الاجتماعية والثقافية والحضارية ، 
غير أن بعض المحدثين الذين يتعاملون "بالخبت التاريخي " ويسوقون" فكر المؤامرة" والتآمر"، والذين وراءهم بعض السياسيين الجهال والذين يريدون بناء،مجد فارغ ،كقصر من الرمال .وقد تطلع علينا "ندوات " مخدومة في وسائل التواصل الاجتماعي تدعى على أن الأندلس لم تفتح وأن هذا الفتح هو "أكذوبة "، لكن التاريخ وخاصة الوثائق والمصادر والمؤرخين الذين عاشوا في هذه الفترة أو القريبة منها يؤكدون على أن الفتح الأندلس عام 92 للهجرة 911 للميلاد كان بواسطة الجيش المغربي بقيادة طارق بن زياد المغربي الأمازيغي وقد قام بجواز المضيق اي  الجبل أي من البوغاز الذي سمي باسمه مضيق طارق  واستمر إلى عام 918 للميلاد وسيطر على كل الجنوب من شبه الجزيرة الأيبيرية وسيطر على كل الدوقيات المسيحية الإقطاعية بشبه الجزيرة الإيبيرية.واخضعها تحت الحكم الإسلامي.  في وقت طلب منه والي أفريقية التوقف ،موسى بن نصير الا ان يلتحق به لكي لاتنسب الإنجازات إلى طارق بن زياد .وهذا تاريخ صنعه  وساهم فيه المغاربة ولاشي ءالا المغاربة والعودة إلى المؤرخين من  المسعودي ؛ والإدريسي وابن خلدون وابن خلكان .يؤكدون على أن الفتح كان  بسواعد مغربية،وبخطط مغربية  وأن طارق ابن زياد رغم الاختلاف. في اسمه ونسبه ولكنه .مغربي أمازيغي أصيل  فإن حكاية الخطبة بلسان عربي هذا معطى آخر.لا ينفي مغربية طارق بن زياد  وأمازيغية .

كما أن طرد الصليبيين من القدس ومن الأماكن المقدسة كان بواسطة  السفن الحربية المغربية التي أرسلها أبو يوسف يعقوب المنصور بالله الموحدي إلى صلاح الدين الأيوبي في القرن الثاني عشر   في عام 1187 الميلادي  في معركة حطين حيث شارك الجيش المغربي ضد الصليبيين  وتم تحرير المقدسات من الصليبيين .لأن صلاح الدين الأيوبي أكرم المغاربة الجنود ، وسلمهم تنازلات ترابية واقتطاعات واحياء مازالت شاهدة حتى الآن مثل باب المغاربة في القدس يسمى حي المغاربة.

وهنالك بعض الأطروحات تدعي على  أن الفاطميين ارجعوا الحجر الأسود من عند القرامطة الذين هاجموا مكة المكرمة أيام التروية فقتلوا الحجيج ونهبوا المال وسلبوا وسرقوا الحجر الأسود عام 317 للهجرة  918 للميلاد  اعتمادا على قوات من العرب أما الصحيح فإن الفاطميين ارجعوا الحجر الأسود من البحرين الذين   احتكروا وسرقوه القرامطة قرابة 22 سنة والحج متوقف. 

وقد اعتمد الفاطميون على الأمازيغ المغاربة  كجنود وارجعوا الحجر الأسود إلى مكانه .

أما المرابطين ,فإن  بعض الدراسات الاقليمية تدعو والتي تحركها إيديولوجية ضيقة معادية لتاريخ المغرب وقوته وتاريخه العظيم ، تشكك في أصول المرابطين الذين كونوا أكبر إمبراطورية شملت المغرب الأقصى و الأدنى والأوسط والأندلس في القرن الحادي عشر الميلادي  والذين انطلقوا من الصحراء،من الساقية الحمراء،ووادي الذهب بقيادة عبد الله بن ياسين في الرابع للهجرة العاشر الميلادي من بطون لمطة ولمتونة الامازيغية التي تنتمي الى البطن الكبير صنهاجة   بدرعة ولاعلاقة لهم بشنقيط التي   ضموها الى أن وصلوا الى نهر السنغال .وقد استطاع  يوسف بن تاشفين توحيد المغرب واتخذ من مراكش عام 1062 م  عاصمة المرابطين .

كما تشكك بعض الأقلام والأفواه الماجورة في الإمبراطورية الموحدية التي اتسعت  كل الآفاق والتي دامت  ثلاثة قرون ..

وسيطرت على  حوض البحر الأبيض المتوسط والساحل الأطلسي كله والتي انطلقت من أحواز مراكش في القرن الثاني عشر الميلادي  من جبل درن ومن مقرهم بتنمل مكان الزاوية أو الدعاية لهم ومكان الانطلاق بجبال الأطلس الكبير ووصلت إلى جبال البرانس في فرنسا  بعدما أحكموا السيطرة على شبه الجزيرة الأيبيرية كاملة تم أفريقية والمغرب الأدنى والأوسط  ..كما اتخذوا من مراكش،عاصمة لملكهم .

أن التاريخ لا يمكن تسفيهه ولا يمكن الكذب عليه ، ولا يمكن تحريف حقائقه .خاصة أن الحقائق التاريخية مصانة بمصادر مادية ومعنوية وأثرية .تتوارث وتنقل  من جيل إلى،جيل ومن عصر إلى عصر خاصة بعد تقدم العلوم المعرفية والتكنولوجيا  التي أصبحت تساعد على تبيان الحقائق التاريخية ولهذا لايمكن صناعة مجد من الوهم حسب دعاة تحريف التاريخ .

أن الهدف من تثبيت التاريخ والتشبث باحداثه وحقائقه  هو تقوية تعاضد الأمة .وتقوية  الشخصية الانسية المغربية والتعالي والفخر بما قام به الأسلاف والأجداد طوال التاريخ في هذه الرقعة الجغرافية من هذا العالم أي المغرب  والتي ساهمت في تكوين الحضارة العالمية عبر التاريخ.ويكون حماسا و حسا وطنيا للدفاع عن المقدس التاريخي الذي هو ملك للأمة المغربية بكل امتداداتها الاثنية والثقافية والاجتماعية .المتعددة في الوحدة الوطنية .
☆ - باحث في العلوم الإنسانية والاجتماعية تخصص تاريخ المعاصر والراهن .

Sara Elboufi
سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة مقدمة البرنامج الإخباري "صدى الصحف" لجريدة إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الاربعاء 18 يونيو 2025

              

آخر الأخبار | حياتنا | صحتنا | فن وفكر | لوديجي ستوديو | كتاب الرأي | هي أخواتها | تكنو لايف | بلاغ صحفي | لوديجي ميديا [L'ODJ Média] | المجلة الأسبوعية لويكاند | اقتصاديات | كلاكسون


Bannière Réseaux Sociaux

Bannière Lodj DJ
















تحميل مجلة لويكاند







Buy cheap website traffic