وجاء هذا القرار بعد انتهاء التحقيقات التقنية التي باشرتها المصلحة الأمنية المختصة في الجرائم المعلوماتية، والتي كشفت عن تورط المشتبه فيه في عملية اختراق متعمدة أدت إلى عرض عبارات نابية ومسيئة على الشاشات الإلكترونية العمومية، في واقعة أثارت موجة واسعة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية.
وقد قرر وكيل الملك متابعة المتهم في حالة اعتقال، بتهم ثقيلة تتعلق بـ“الولوج غير المشروع إلى نظام المعالجة الآلية للمعطيات”، و“إحداث خلل وتعطيل في هذا النظام”، و“إهانة موظفين عموميين أثناء مزاولة مهامهم”، وهي تهم يعاقب عليها القانون الجنائي المغربي في إطار مكافحة الجرائم السيبرانية.
وتعود تفاصيل الواقعة إلى بداية الأسبوع الجاري، حين فوجئ المواطنون بساحة الأمم المتحدة وسط الدار البيضاء بعرض رسائل مسيئة على الشاشات الضخمة التي كانت تروّج للعد التنازلي لنهائيات كأس إفريقيا للأمم المنتظر تنظيمها في المغرب شهر دجنبر المقبل، وهو ما دفع السلطات إلى التدخل الفوري لوقف النظام الإلكتروني وتعطيله مؤقتًا إلى حين استكمال التحقيقات.
وبفضل عملية تتبّع رقمية دقيقة، تمكنت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بالدار البيضاء، بتنسيق مع فرق متخصصة في الأمن السيبراني، من تحديد هوية الفاعل ومكان تواجده في وقت قياسي. وقد أظهرت التحريات أنه استغل ثغرات تقنية في نظام التشغيل للتحكم عن بُعد في المحتوى المعروض على الشاشات العمومية، في سلوك وصفته مصادر أمنية بـ“الاختراق الاحترافي والمقصود”.
وقد تم توقيف المشتبه فيه ووضعه تحت تدابير الحراسة النظرية، قبل عرضه على النيابة العامة التي قررت متابعته في حالة اعتقال وإحالته مباشرة على جلسات المحاكمة. وتواصل السلطات تحقيقاتها التقنية لتحديد ما إذا كان الفعل ارتُكب بصفة فردية أم ضمن شبكة متخصصة في الاختراقات الإلكترونية.