ويُعد مشروع “ميدوزا” أحد الأوراش الكبرى في مجال الاتصالات، إذ يهدف إلى تقوية قدرات الربط الدولي وتحسين مرونة الشبكات الوطنية، عبر كابل بحري يضم اثنتي عشرة زوجاً من الألياف البصرية. وقد جرى، في مرحلته الأولى، استغلال زوجين من هذه الألياف من طرف أورونج المغرب وإنوي، على أن يتم فتح المجال لاحقاً أمام فاعلين آخرين للاستفادة من هذه البنية التحتية المتقدمة.
وفي هذا السياق، أكدت هند الفال، المديرة التنفيذية بأورونج المغرب، أن المشروع لا يقتصر على مد كابل بحري فحسب، بل يشمل أيضاً إحداث محطة إنزال حديثة استغرق إنجازها حوالي 15 شهراً، إلى جانب مرافق تقنية مكملة، من بينها منشأة “Beachman Hall” التي تؤمن الربط بين الشاطئ والشبكات الأرضية. وأبرزت أن مجموعة أورونج انخرطت، على المستوى الدولي، في تنفيذ هذا المشروع عبر فرعها “أورونج مارين” المكلف بعملية وضع الكابل وربطه بنقاط استراتيجية، من بينها مدينة مرسيليا، مع برمجة ربط تونس في مرحلة لاحقة.
وأشادت المسؤولة ذاتها بالشراكة التي تجمع أورونج بإنوي في هذا الورش الاستراتيجي، معتبرة أن المشروع ينسجم مع التوجه الوطني الرامي إلى تقاسم البنيات التحتية وتعزيز التعاون بين المتعهدين. كما نوهت بالدعم الذي قدمته السلطات المحلية والإقليمية، خاصة بجهة الشرق، سواء من حيث تبسيط المساطر أو توفير العقار والمواكبة التقنية، معتبرة ذلك عاملاً حاسماً في إنجاح المشروع.
وسلطت الفال الضوء على الدينامية الاقتصادية التي تعرفها مدينة الناظور، في ظل المشاريع المهيكلة المرتبطة بالموانئ والطرق السيارة والسكك الحديدية والطاقة، معتبرة أن مشروع “ميدوزا” يشكل رافعة إضافية لجذب الاستثمارات الرقمية والصناعية، وتمكين مختلف الفاعلين الاقتصاديين، من مقاولات كبرى وصغرى وشركات ناشئة ومؤسسات عمومية، من الاستفادة من ربط رقمي موثوق وعالي الجودة يدعم التحول الرقمي والتنمية الاقتصادية المستدامة