وفي ما يخص المشاريع الصحية المبرمجة في إطار مخططات العمل السنوية للجنة الوطنية للتنمية القروية والمناطق الجبلية خلال نفس الفترة، فقد بلغ مجموعها 1816 مشروعاً بكلفة إجمالية تقارب 1.7 مليار درهم. وبيّن الوزير التهراوي أن نسبة الإنجاز لهذه المشاريع بلغت 79%، حيث تم الانتهاء من 431 عملية بناء وتشييد مرافق صحية جديدة، فيما لا تزال 113 عملية في طور الإنجاز. وأضاف أن هذه المشاريع شملت بناء مستشفيات ومراكز صحية جديدة، فضلاً عن توسيع البنيات الاستشفائية القائمة، بهدف تقريب الخدمات الصحية من المواطنين وتحسين جودة العلاج والولوج إلى الرعاية الصحية.
وأشار الوزير إلى أن برامج التأهيل شملت 706 عملية، استهدفت أساساً عمليات توسيع وترميم وإعادة هيكلة المنشآت الصحية القائمة، فيما تبقى 190 عملية أخرى قيد التنفيذ، لضمان استكمال التأهيل الشامل للمرافق الطبية على المستوى الوطني. وأكد التهراوي أن هذه الجهود تأتي في إطار استراتيجية الوزارة لتقليص الفوارق المجالية والاجتماعية، وتعزيز العدالة الصحية بين المدن الكبرى والمناطق النائية، من خلال توفير تجهيزات صحية متطورة وكوادر طبية مؤهلة.
كما أوضح الوزير أن هذه المشاريع لا تقتصر على الجانب المادي فحسب، بل تشمل أيضاً تطوير الخدمات الطبية، مثل تحسين جودة النقل الصحي، تعزيز التجهيزات الطبية المتنقلة، وتسهيل وصول المرضى إلى الرعاية الطارئة. ويهدف البرنامج إلى تمكين المواطنين في المناطق الريفية والجبلية من الاستفادة من خدمات صحية قريبة ومتكاملة، بما يخفف الضغط عن المستشفيات الجامعية والجهوية، ويضمن استجابة أسرع للحالات الحرجة.
وفي ختام حديثه، شدد التهراوي على أن هذه المبادرات تمثل جزءاً من التوجه العام للوزارة لتعزيز البنية الصحية الوطنية، وتحقيق التكامل بين مشاريع البناء والتأهيل والنقل الصحي، مؤكداً أن الاهتمام بالقطاع الصحي في العالم القروي والمناطق الجبلية يعكس التزام الحكومة بتحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير حقوق متساوية في الصحة لجميع المواطنين، بما ينسجم مع السياسات العامة للمملكة ويخدم التنمية المستدامة في هذا المجال الحيوي.