اقتصاديات

المغرب يعزز وارداته من الماشية الحية : 4.600 رأس من البرازيل خلال شهر واحد


يبرز المغرب، وفق معطيات حديثة صادرة عن شركة الاستشارات الزراعية البرازيلية المتخصصة Scot Consultoria، كأحد الأسواق الصاعدة في مجال استيراد الماشية الحية من البرازيل، في تحول يعكس تزايد الاعتماد على الموردين الدوليين لتأمين الحاجيات الحيوانية للسوق الوطنية. فقد أظهرت البيانات أن المملكة استوردت، خلال شهر نونبر 2025، ما لا يقل عن 4.600 رأس من الماشية الحية، بقيمة إجمالية فاقت 115,6 مليون دولار أمريكي، أي ما يعادل حوالي مليار و150 مليون درهم.



 

ويأتي هذا الرقم في سياق دينامية أوسع تعرفها الصادرات البرازيلية من الماشية الحية، إذ سجلت خلال الشهر نفسه تصدير نحو 113 ألف رأس، بقيمة إجمالية تجاوزت 115 مليون دولار. وتعكس هذه المعطيات الأهمية الاقتصادية المتزايدة لهذا النشاط بالنسبة للمنتجين البرازيليين، الذين يعتبرون تصدير الماشية الحية قناة فعالة لتحقيق عائدات مالية مباشرة، في ظل تقلبات أسواق اللحوم المصنعة.
 

وعلى المستوى الجغرافي، تكشف البيانات عن توزيع متباين للصادرات حسب الولايات البرازيلية. فقد تصدرت ولاية ريو غراندي دو سول عمليات التصدير بإجمالي 46 ألف رأس، وُجهت الغالبية الساحقة منها، حوالي 45 ألف رأس، إلى السوق التركية، في حين استفاد المغرب من حصة بلغت ألف رأس. أما ولاية سانتا كاتارينا، فقد خصصت كامل صادراتها المقدرة بـ3.600 رأس لفائدة المملكة المغربية، ما يعكس تنامي الثقة في السوق المغربية كوجهة مستقرة لاستيعاب هذا النوع من الواردات.
 

في المقابل، لم تتوفر معطيات دقيقة بشأن الحصة التي استقبلها المغرب من ولاية بارا، التي صدرت نحو 33 ألف رأس إلى عدة أسواق دولية، من بينها مصر والعراق والسعودية وتركيا، إلى جانب المغرب، ما يرجح إمكانية ارتفاع العدد الإجمالي للرؤوس المستوردة من طرف المملكة خلال الفترة ذاتها.
 

وأشارت الشركة الاستشارية إلى أن هذه الأرقام تبقى أولية وقابلة للتحيين، في حال مراجعتها أو استكمالها من طرف السكرتارية البرازيلية للتجارة الخارجية (Secex)، غير أنها تؤكد أن المغرب استوعب، بشكل مؤكد، ما لا يقل عن 4.600 رأس ماشية حية خلال نونبر 2025، مع احتمال تسجيل أرقام أعلى بعد إدراج الشحنات التي لم يتم تفصيلها بعد.
 

ويعكس هذا التطور التجاري تنامي الترابط بين المغرب والبرازيل في المجال الزراعي، لاسيما في قطاع تربية وتجارة الماشية، كما يبرز المملكة كوجهة موثوقة قادرة على استيعاب الواردات الحيوانية وفق معايير لوجستيكية وصحية متقدمة. ويأتي ذلك في سياق تسعى فيه السلطات المغربية إلى تأمين توازن السوق الداخلية، ومواجهة الضغوط المرتبطة بارتفاع الطلب على اللحوم ومشتقاتها.
 

وفي هذا الصدد، يرى محللون أن استيراد الماشية الحية من البرازيل لا يقتصر على تلبية الحاجيات الآنية، بل يفتح آفاقاً أوسع لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، خصوصاً في مجالات الزراعة، والنقل البحري، والخدمات اللوجستيكية المرتبطة بسلاسل التوريد الحيوانية. كما يعزز هذا التوجه مكانة المغرب ضمن الشبكات التجارية العالمية الخاصة بالمنتجات الحيوانية.
 

وعلى المدى الأوسع، تكشف الأرقام التراكمية عن دينامية قوية يشهدها هذا القطاع، إذ بلغت صادرات البرازيل من الماشية الحية، خلال الفترة الممتدة من يناير إلى نونبر 2025، نحو 959.500 رأس، وهو رقم يفوق ما تم تسجيله خلال الفترة نفسها من السنة الماضية. ويتوقع مهنيون أن تتجاوز الصادرات مستويات سنة 2024، التي عرفت تصدير ما يقارب مليون رأس من الماشية الحية إلى الأسواق الدولية، ما يعكس اتجاهاً تصاعدياً في هذا النشاط التجاري الحيوي


عائشة بوسكين صحافية خريجة المعهد العالي للإعلام… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الجمعة 26 دجنبر 2025
في نفس الركن